فضيحة الغش تضرب شركة سيارات عالمية بعد انتشار فيديو مثير للجدل

شهدت صناعة السيارات الكهربائية تحولًا هائلًا في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت المعايير التقنية والابتكارات الجديدة قادرة على تغيير قواعد اللعبة. معامل السحب (Cd) يُعتبر أحد أهم العوامل التي تؤثر في مدى وكفاءة السيارات الكهربائية، ولكن تُثار تساؤلات في بعض الأحيان حول مدى دقة البيانات المُقدمة من الشركات المصنعة، كما حدث مؤخرًا في الصين مع سيارة “أفاتر 12”.

معامل السحب وتأثيره على السيارات الكهربائية

معامل السحب هو مقياس يرتبط بمدى انسيابية السيارة ومقاومتها للهواء أثناء الحركة، وكلما كان الرقم أقل، زادت الكفاءة الديناميكية الهوائية للسيارة، مما يساهم في تحسين المدى وتقليل استهلاك البطارية. صحيفة سيارتك يجب أن تتضمن هذا الرقم لأنه جزء حاسم للمهتمين بمواصفات سياراتهم، فهو لا يقل أهمية عن أرقام المدى أو القدرة الحصانية. على سبيل المثال، تُعتبر سيارة “أفاتر 12” واحدة من أبرز السيارات التي روّجت لمعامل سحب يبلغ 0.208، إلا أن هذه الادعاءات قوبلت مؤخراً بالشكوك.

اختبار مدوّن يُثير الجدل حول “أفاتر 12”

أثار المدوّن الصيني “باي لي يي” موجة من الجدل عندما أعلن عن نتائج اختبار مستقل أجراه داخل نفق هوائي في مركز تيانجين الصيني لتكنولوجيا وأبحاث السيارات. وفقًا للنتائج، بلغ معامل السحب لسيارة “أفاتر 12” ما يصل إلى 0.281، وهو رقم أعلى بكثير من الرقم الذي روجت له الشركة، مما جعلها قريبة في تصنيفها من سيارات SUV مثل فولفو EX90 بدلاً من اعتبارها سيارة سيدان كهربائية فائقة الكفاءة. ما يعزز مصداقية الاختبار هو إجراؤه وفقًا لمعايير دولية في مختبر معتمد من قبل السلطات المحلية.

ردود أفعال شركة أفاتر والمنافسة في السوق

شركة “أفاتر” لم تلتزم الصمت، حيث سارعت لنفي الادعاءات ووصفت نتائج الاختبار بأنها غير دقيقة. بالإضافة إلى ذلك، عرضت مكافأة مالية هائلة تبلغ 5 ملايين يوان لمن يكشف عن أي معلومات تتعلق بحملة محتملة تهدف إلى تشويه صورتها. هذه الواقعة تلقي الضوء على ضرورة التحلي بالشفافية في سوق السيارات الكهربائية الذي يشهد تنافسًا متزايدًا ليس فقط لتحسين الأداء، وإنما إثبات المصداقية أمام المستهلكين. نجاح الشركات في هذا القطاع لم يعد يعتمد فقط على أرقام الأداء، بل على بناء ثقة حقيقية تحت مظلة مصداقية الأرقام المطروحة.

في ظل التطورات التكنولوجية السريعة التي يشهدها هذا المجال، على المستهلكين ألا يكتفوا بالإعلانات والبيانات التسويقية، بل يُنصح دائمًا بالنظر إلى المصادر المستقلة لاختبارات الأداء. بين الحقائق الصريحة والترويج المُبَالغ به، يكمن مصير ثقة المستهلك في المستقبل الطويل لصناعة السيارات الكهربائية.