«انخفاض مفاجئ».. سعر الذهب يتراجع مع التفاؤل بمحادثات التجارة الأميركية الصينية

شهد سعر الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة بعد مكاسب سريعة استمرت يومين، ويعود ذلك إلى تحسن نسبي في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أثر على شهية المستثمرين نحو الأصول الآمنة مثل الذهب، وذلك على الرغم من ارتفاع درجات التوتر الجيوسياسي في جنوب آسيا وارتفاع المخاوف بشأن التصعيدات الأخيرة بين الهند وباكستان.

تأثير المفاوضات التجارية على سعر الذهب

لعبت المفاوضات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والصين دورًا محوريًا في تحديد توجهات الأسواق المالية بما في ذلك الذهب، فقد تراجعت أسعار المعدن الأصفر بنسبة 1.6% بعدما سجلت ارتفاعًا بنسبة 6% في الجلستين السابقتين، وأعلنت واشنطن وبكين عن استئناف المحادثات بقيادة كبار المسؤولين من الجانبين في محاولة لحل القضايا العالقة وتخفيف المخاوف الاقتصادية العالمية، وهو ما انعكس على ارتفاع قيمة الدولار أمام العديد من العملات العالمية، وبذلك قل الطلب على الذهب باعتباره أهم الأصول الآمنة.

وأشارت الصين إلى تمسكها بمبادئ الإنصاف الدولي في أي اتفاق تجاري محتمل، مما يضيف تعقيدًا على المشهد التفاوضي إلا أن التفاؤل بحل قريب قد تكرر في الأسواق المالية، إذ إن التوترات التجارية عادة ما تؤثر سلبًا على أسواق الأسهم وتصعد من الاهتمام بالاستثمارات الآمنة مثل الذهب، لذلك فإن أي تقدم في المفاوضات سيسهم في تراجع أسعار المعدن النفيس.

تأثير التوترات بين الهند وباكستان على أسعار الذهب

شهد جنوب آسيا تصاعدًا كبيرًا في التوترات الجيوسياسية الأخيرة بين الهند وباكستان مما أثر على الأسواق العالمية، حيث أعلنت باكستان إسقاط طائرات هندية وأسر جنود في تصعيد محتمل يأخذ الأوضاع إلى حافة المواجهة العسكرية، مما أضفى مزيدًا من القلق على المستثمرين العالميين، وبالتالي يمكن أن يكون لذلك أثر إيجابي على أسعار الذهب مع زيادة طلب الشركات والبنوك المركزية على الأصول الآمنة.

مع ذلك، ساهم التفاؤل بشأن حل النزاعات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى في تهدئة المخاوف بشأن الأزمات الدولية الأخرى، وهو ما حدّ من تأثير التصعيد بين الهند وباكستان على أسواق الذهب الذي شهد هذا العام ارتفاعًا وصل إلى أكثر من 30%، بينما سجل السعر أعلى من 3500 دولار للأونصة في أبريل الماضي قبل التراجع النسبي الأخير.

دور الاحتياطي الفيدرالي في تحديد اتجاه السوق

تنتظر الأسواق قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، حيث من المتوقع أن يحافظ البنك المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير وفق توقعات صناع السياسات النقدية، ويأتي هذا وسط الانتقادات المستمرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي طالب بخفض أسعار الفائدة لتحفيز النشاط الاقتصادي.

عادة ما يؤثر خفض أسعار الفائدة إيجابيًا على أسعار الذهب، إذ ينظر إليه المستثمرون كملاذ آمن للاستثمار، ومع توجه الاحتياطي الفيدرالي إلى التريث ومراقبة تأثير السياسة التجارية الحالية على الاقتصاد الأمريكي، يبقى السوق في حالة ترقب، في حين شهد مؤشر بلومبرغ للدولار ارتفاعًا بنسبة 0.2%، وهو ما قلل محدودية المكاسب المرتبطة بسعر الذهب.

العنوان القيمة
متوسط سعر الذهب 3399.56 دولاراً للأونصة
زيادة مؤشر الدولار 0.2%