«تراجع مفاجئ» يضرب أسعار الذهب.. انخفاض جديد في المعاملات الفورية

يشهد سوق الذهب في الآونة الأخيرة تقلبات ملحوظة مع تركيز المستثمرين على الاجتماع المرتقب للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، حيث تُعتبر أسعار الذهب مقياسًا لحالة الأسواق وآمال الاقتصاد العالمي. بينما شهد الذهب تراجعًا اليوم، تعززت الآمال بمفاوضات تجارية مستقبلية محتملة بين الولايات المتحدة والصين، مما أدى إلى تحول الاستثمارات نحو الأصول ذات المخاطر.

تراجع أسعار الذهب وتأثير القرارات النقدية

تراجعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.3%، لتصل إلى نحو 3383.88 دولار للأوقية وفقًا لآخر التحديثات، الأمر الذي جاء مع توقعات واسعة النطاق بقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. العقود الأمريكية الآجلة للذهب سجلت انخفاضًا بنحو 1% إلى 3391.80 دولار. تعكس هذه الانخفاضات تراجع الطلب على الذهب كخيار آمن للاستثمار مع تغير معنويات السوق نحو التفاؤل التجاري.

يرى الخبراء أن الذهب يحافظ على مكانته كملاذ آمن في أوقات الاضطراب الاقتصادي، لكن شهية الأسواق تجاه المخاطرة قد تؤدي لتقليل الإقبال عليه. إيليا سبيفاك، مدير قسم الاقتصاد الكلي في “تيستي لايف”، أوضح أن الأسواق تترقب الاجتماع القادم للبنك الفيدرالي وسط مؤشرات بعدم وجود تغييرات جذرية بالسياسة النقدية الحالية، ما يجعل الأسواق أكثر مرونة في مواجهة تطورات الاقتصاد العالمي وتأثيرات الحروب التجارية.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب

يمثل الذهب خيارًا تقليديًا للتحوط ضد المخاطر السياسية والاقتصادية بفضل استقراره في الأسواق، لذلك تُعد قرارات البنوك المركزية حاسمة في تحديد أسعار المعدن النفيس. خفض أسعار الفائدة غالبًا ما يؤدي إلى تعزيز الطلب على الذهب، بينما تؤدي زيادتها إلى تراجعه. في هذا السياق، من المتوقع أن يكون لاجتماع الاحتياطي الفيدرالي تأثير كبير على حركة أسعار الذهب، حيث يبحث صُناع السياسة عن سبل للتعامل مع تأثيرات الحرب التجارية على الاقتصاد والنمو.

التوترات الجيوسياسية والمفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تلعب دورًا آخر في هذا السياق، فمع وجود احتمالات لمحادثات حقيقية بين القوتين الاقتصاديتين، قد نرى انخفاضًا في الطلب على الذهب لصالح الأصول ذات المخاطر الأعلى.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر التراجع السعري على الذهب فقط، بل تأثرت المعادن النفيسة الأخرى بشكل ملحوظ. الفضة، أحد أهم المعادن المستخدمة في الصناعة والاستثمار، تراجعت بنسبة 0.7% لتسجل 33.01 دولارًا للأوقية. أما البلاتين فقد سجل انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.1% عند 983.60 دولارًا، في حين هبط البلاديوم بنسبة 0.7% ليصل إلى مستوى 967.64 دولارًا. تجدر الإشارة إلى أن هذه التراجعات مدفوعة جزئيًا بتغير معنويات المستثمرين وتحولات السوق نحو أصول أكثر مخاطرة.

في الختام، يرى المحللون أن أداء سوق الذهب والمعادن النفيسة عمومًا مرهون بالأوضاع الاقتصادية العالمية، وقرارات السياسة النقدية، ومدى استقرار العلاقات التجارية بين الدول الكبرى. لذلك فإن متابعة هذه العوامل يمكن أن تساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات مستنيرة أكثر بشأن أصولهم المالية واستثماراتهم.