«تفاؤل كبير» مع محادثات التجارة الأمريكية الصينية رغم تراجع بـ 1.12%

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات الأربعاء، حيث خسر المعدن الثمين 1.12% من قيمته ليصل إلى 3,391.56 دولارًا للأوقية، متأثرًا بزيادة شهية المخاطرة في الأسواق العالمية نظرًا لأنباء عن مفاوضات تجارية مرتقبة بين الولايات المتحدة والصين، ما أدى إلى تقليل جاذبية الذهب كملاذ آمن. يأتي هذا التراجع في ظل تركيز المستثمرين على مؤشرات إيجابية تعزز التفاؤل بشأن الاقتصاد العالمي.

تأثير المحادثات التجارية بين أمريكا والصين على أسعار الذهب

أثرت المباحثات التجارية المتوقعة بين الولايات المتحدة والصين بشكل مباشر على الأسواق المالية وأسعار الذهب، حيث أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن لقاءً بين كبار المسؤولين في واشنطن وبكين سيُعقد هذا الأسبوع في سويسرا، وهو ما أدى إلى زيادة التفاؤل بين المستثمرين بتحقيق تقدم في مفاوضات التجارة العالمية. أدى هذا التفاؤل إلى صعود العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.6%، بينما شهدت الأسواق الآسيوية طفرة في الأداء نتيجة تصاعد الإقبال على الأصول ذات المخاطرة العالية مع تقليل الطلب على الذهب كملجأ تقليدي وقت الأزمات.

كيف تؤثر التوترات الجيوسياسية على أسعار الذهب؟

تراجعت حدة تأثير التوترات الجيوسياسية الأخيرة على أسعار الذهب، حيث لم يسجل المعدن النفيس ارتفاعًا ملموسًا رغم التوترات العسكرية بين الهند وباكستان، والتي شملت إسقاط القوات الباكستانية لعدة طائرات هندية في تصعيد ملحوظ للأزمة. هذه الحالة تعكس تحول اهتمام الأسواق العالمية نحو المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين بدلًا من التركيز على الأزمات التقليدية. ويبدو أن المستثمرين أصبحوا يرون مزيدًا من الاستقرار فيما يخص النزاعات الجيوسياسية وتأثيرها المحدود على الأسواق الحالية.

الذهب ومستقبل الفائدة الأمريكية

علاوة على التحركات التجارية بين كبرى القوى الاقتصادية، يظل قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة محط أنظار المستثمرين، حيث من المتوقع إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الأخير. وعلى الرغم من الضغوط التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدفع الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض الفائدة، إلا أن بعض مسؤولي البنك المركزي أكدوا على تبني سياسة “الانتظار والترقب”. تراوحت توقعات الأسواق بين احتمالات خفض الفائدة أو بقائها كما هي، ما أثر على أداء الذهب الذي يميل للتذبذب مع هذه المعطيات الاقتصادية.

في الختام، وعلى الرغم من التراجع الحالي في أسعار الذهب، إلا أن المعدن الأصفر حقق مكاسب بنحو 30% منذ بداية العام، مدعومًا بالتقلبات الاقتصادية ومشتريات البنوك المركزية الضخمة، بالإضافة إلى استراتيجيات المضاربة النشطة في كبرى الأسواق العالمية مثل الصين. وبينما يواصل المستثمرون مراقبة التطورات الدولية، من المتوقع أن يظل الذهب أداة استثمارية موثوقة على مدار الأعوام القادمة.