«انخفاض مفاجئ».. أسعار الذهب تتراجع 26 دولارًا مع صعود الدولار الأميركي

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا اليوم مع انخفاض قوي تجاوز 26 دولارًا للأوقية، وذلك للمرة الأولى خلال أربع جلسات متتالية، ويأتي هذا وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأميركي أمام سلة من العملات العالمية، ما أضعف الطلب على الذهب كملاذ آمن، في ظل ترقب الأسواق لقرارات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن السياسة النقدية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.

أسعار الذهب اليوم

تراجعت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو/حزيران 2025 بنسبة 0.75% بما يعادل 25.7 دولارًا، ليصل السعر النهائي إلى 3397.10 دولارًا للأوقية، كما انخفض سعر عقود الذهب الفورية بنسبة 1.13% ليستقر عند 3392.89 دولارًا للأوقية، بحسب منصات رصد متخصصة.
لم يكن الذهب فقط المتأثر بقوة الدولار، حيث شهدت الفضة انخفاضًا بنسبة 0.41% مسجلة 33.09 دولارًا للأوقية، فيما تراجع البلاتين هامشيًا بنسبة 0.01% ليصل إلى 987.70 دولارًا للأوقية، كما هو الحال مع البلاديوم الذي سجل انخفاضًا بنسبة 0.33% ليستقر عند 972.50 دولارًا للأوقية.
يأتي هذا التراجع في ظل زيادة أداء الدولار بنسبة 0.11% ليبلغ مؤشّره 99.34 نقطة، ما يعكس تأثير قوة العملة الأميركية على باقي الأصول الآمنة.

تحليل أسعار الذهب

يرى المحللون أن انخفاض أسعار الذهب يعكس توجه الأسواق نحو المخاطرة، حيث صرح إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي لدى “تاتس لايف”، بأن الذهب يواجه ضغطًا نتيجة تزايد التفاؤل بالمحادثات التجارية المرتقبة بين أميركا والصين، إذ تشير التقارير إلى أن وفودًا رفيعة المستوى من الطرفين ستجتمع قريبًا في سويسرا لبحث التفاهمات المشتركة.
التوترات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها الأسواق، إلى جانب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي اشتدت في الشهور الأخيرة، تثير مخاوف المستثمرين وتؤثر بشكل متباين على أداء الأسواق العالمية، كما يُعد قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة أحد أبرز العوامل التي تحدد توجه السوق في المستقبل القريب.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب

تتأثر أسعار الذهب بعوامل متعددة أبرزها تقلبات الدولار ورسوم التجارة العالمية؛ فقد أعلنت الإدارة الأميركية مراجعة شاملة لاتفاقياتها لتحديد الموقف النهائي منها، وهو ما قد يترتب عليه تغييرات حادة في أسواق المعدن النفيس.
كما أن توقعات خفض أسعار الفائدة خلال النصف الثاني من العام الجاري بنسبة تصل إلى 80 نقطة أساس قد تضيف مزيدًا من الدعم للأسعار مستقبلًا، حيث يُعد الذهب داخليًا ملاذًا أكثر جذبًا خلال فترات انخفاض الفائدة.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، يبقى الوضع بين الهند وباكستان تحت المتابعة عن كثب بعد أحداث عنف وتأزم جديد، حيث أدى ذلك إلى تزايد القلق بشأن الاستقرار في المنطقة، مما قد يعزز الطلب على الأصول الآمنة في المستقبل.

في ظل هذه المؤثرات، يبدو مستقبل الذهب مرتبطًا بشكل وثيق بقرارات الاحتياطي الفيدرالي، والتحركات التجارية العالمية، وكذلك الأوضاع الجيوسياسية التي لا تزال تؤثر بشكل كبير على شهية الاستثمار في هذا المعدن النفيس.