«استسلام» مليشيا الحوثي.. أول تعليق رسمي من الحكومة اليمنية يكشف التفاصيل

أعلنت الحكومة اليمنية تعليقًا رسميًا حول إعلان المليشيا الحوثية التوقف عن هجماتها في البحر الأحمر وقبولها للضغوط الدولية والشروط الأمريكية، الأمر الذي اعتبرته اليمن نتيجة مباشرة للضربات العسكرية التي أضعفت قواها، وجاء ذلك في ظل تصريحات وزير الإعلام والثقافة اليمني معمر الإرياني، والذي أشار إلى أن هذا التحول يمثل فرصة إستراتيجية لإنهاء الغطرسة الحوثية واستعادة الاستقرار الإقليمي.

تأثير العمليات العسكرية على استسلام مليشيا الحوثي

وفقاً لما صرح به وزير الإعلام والثقافة معمر الإرياني، فإن استسلام الحوثيين جاء كنتيجة مباشرة للضربات العسكرية الدقيقة التي استهدفت بنيتهم التحتية العسكرية، فقد شملت هذه العمليات تدمير مراكز القيادة والسيطرة، ومخازن الأسلحة، إضافة إلى تعطيل منشآت تصنيع وتجميع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، مما تسبب في قطع الاتصالات العسكرية وعزل القادة الميدانيين عن شبكة القيادة المركزية للمليشيا، ساهم هذا الضغط الميداني في إرهاق قدراتهم وجعلهم يتراجعون عن نهجهم العدائي.

أبعاد استسلام الحوثيين وتأثيره الإقليمي

أوضح المسؤول اليمني أن هذا الاستسلام يعكس تراجعاً كبيراً لنفوذ إيران بالمنطقة، حيث كان الحوثيون يمثلون أحد أهم أوراق اللعبة الإقليمية لطهران التي استخدمتهم لتهديد أمن الملاحة البحرية ولدعم أهدافها التوسعية، وتسبب انهيار هذه الورقة بفقدان إيران جانبا كبيرا من قدرتها على الابتزاز السياسي في المنطقة؛ كما وجهت الضربات العسكرية رسالة قوية لطهران بأن سياساتها التخريبية لن تمر دون ثمن كبير، هذا التحول يعزز الأمل بإمكانية استعادة سيطرة الدول العربية على مقدراتها الوطنية دون تدخلات أجنبية.

فرصة لتعزيز الاستقرار واستعادة زمام المبادرة

شدد الإرياني على أن استسلام مليشيا الحوثي يجب أن يكون بداية لتحركات فاعلة من قبل الحكومة اليمنية وحلفائها، حيث دعا إلى توحيد الصف الوطني واستغلال هذه الفرصة لإعادة بناء مؤسسات الدولة وإحلال السلام في اليمن، وتحقيق استقرار شامل يمكن من تحييد الدور الإيراني المزعزع للأمن الإقليمي، كما أكد على أن العودة إلى الحوار السياسي يجب أن تكون مشروطة بإنهاء أي تهديدات عسكرية أو تطلعات توسعية للمليشيا.

بالنهاية، يبدو أن الحوثيين يواجهون تحديات كبيرة بعد سنوات من محاولات التوسع، حيث أثبتت التطورات الأخيرة أن لغة القوة قادرة على تحييد الجماعات المسلحة وإعادة الأمن والاستقرار، وستظل هذه المرحلة مفصلية في القضاء على المشاريع التوسعية في اليمن والمنطقة.