«صدمة الذهب».. المعدن الأصفر يتراجع وسط ترقب مفاوضات أمريكية مهمة

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا اليوم الأربعاء، وسط حالة من الترقب بين المستثمرين لقرارات السياسة النقدية المنتظرة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث ساهمت المؤشرات الإيجابية بشأن إمكانية عقد محادثات تجارية بين الولايات المتحدة والصين في تقليل الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب، مما أدى إلى انخفاض قيمته بشكل ملحوظ في السوق العالمية.

تراجع أسعار الذهب وتأثيره على السوق

انخفضت أسعار الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 1.3 بالمئة لتسجل 3383.88 دولار للأوقية، بعد تسجيلها ارتفاعًا بنحو ثلاثة بالمئة في الجلسة السابقة، كما هبطت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة واحد بالمئة لتصل إلى 3391.80 دولار، وتأثر هذا الانخفاض بحالة التفاؤل العامة في الأسواق المالية نتيجة احتمالية استئناف المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي قد تساعد في تهدئة توترات التجارة العالمية، مما يقلل من الحاجة إلى التحوط باستخدام الذهب.

استقرار الفائدة وأثرها على أسعار الذهب

أشار خبراء الاقتصاد إلى أن الأسواق تترقب اجتماع لجنة السوق المفتوحة لمجلس الاحتياطي الأمريكي، حيث من المتوقع أن يتم الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، وأوضح إيليا سبيفاك، مدير قسم الاقتصاد الكلي العالمي، أن اجتماع الاحتياطي الفيدرالي قد لا يكشف عن الكثير من التفاصيل فيما يخص خطط السياسة النقدية، حيث يفضل البنك التمتع بالمرونة في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية المضطربة ومخاطر الحرب التجارية، التي لا تزال تؤثر على معدلات النمو والتضخم، علمًا بأن الذهب يعتبر ملاذًا آمنًا وعادة ما ينتعش عند تراجع مستويات الفائدة.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر التراجع في السوق على الذهب فقط، بل شهدت المعادن النفيسة الأخرى أيضًا هبوطًا في قيمتها، فقد انخفضت أسعار الفضة في التعاملات الفورية بنسبة 0.7 بالمئة لتصل إلى 33.01 دولار للأوقية، كما هبط البلاتين بنسبة 0.1 بالمئة ليسجل 983.60 دولار، وتراجعت أسعار البلاديوم بنسبة 0.7 بالمئة لتستقر عند 967.64 دولار، حيث تشير هذه التحركات إلى انتقال المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطرة في ظل التفاؤل بالحلول السياسية والاقتصادية.

تظل الأسواق في حالة من الترقب لأخبار جديدة حول المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي قد تحمل تأثيرات جوهرية على مستويات الطلب على الملاذات الآمنة، بما في ذلك الذهب، وبالرغم من هذا التراجع، تظل الأصول النفيسة مهمة في التحوط ضد أي تقلبات مستقبلية غير متوقعة.