«تفاؤل كبير» بالمحادثات الأميركية الصينية يهبط بأسعار الذهب أكثر من 1%

تتقلب أسعار الذهب بشكل مستمر نتيجة تداخل عوامل اقتصادية وجيوسياسية متعددة تؤثر على تداوله، وقد شهدت الأسواق يوم الأربعاء تراجعًا جديدًا لأسعار الذهب نتيجة التفاؤل بشأن نتائج محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى ترقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي حول السياسة النقدية، مما أضعف جاذبية الذهب كملاذ آمن للمستثمرين.

توقعات أسعار الذهب وسط المحادثات التجارية الأميركية الصينية

شهد سعر الذهب الفوري انخفاضًا بنسبة 1.3% ليصل إلى 3383.88 دولار للأوقية، حيث تأثرت الأسواق بالتوقعات الإيجابية حول استئناف المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إذ إن حالة التفاؤل هذه قللت من الطلب على الذهب كملاذ آمن في ظل توجه المستثمرين نحو الاستثمار في الأصول الأخرى؛ وقد توقع مراقبون أن المحادثات قد تعيد الاستقرار الاقتصادي بين البلدين؛ مما يُخفف من المخاوف المرتبطة بتصاعد الحرب التجارية.
وكان هذا التأثير واضحًا أيضًا على العقود الآجلة للذهب الأميركي والتي انخفضت بنسبة 1% لتصل إلى 3391.80 دولار للأوقية، بينما يرى خبراء أن الذهب قد يشهد تقلبات إضافية خلال الفترة المقبلة بناءً على مسار العلاقات التجارية.

كيف ستؤثر قرارات الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الذهب؟

في سياق آخر، تستمر الأنظار بالتركيز على اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC)، حيث يتوقع المحللون أن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة؛ لكنه قد يظل غامضًا بشأن قراراته المستقبلية للحفاظ على القدرة على المناورة في ظل المتغيرات الاقتصادية. يُجدر بالذكر أن توقعات المتداولين تشير إلى احتمالية تخفيض أسعار الفائدة بما يصل إلى 80 نقطة أساس هذا العام، وهو ما قد يعزز بدوره من أسعار الذهب في الفترة المقبلة، إذ إن انخفاض أسعار الفائدة يعزز من جاذبية الذهب كتحوط ضد ضعف العوائد الاستثمارية الأخرى.
وتنتظر الأسواق كذلك تصريحات جيروم بأول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، للحصول على دلائل أوضح حول توقيت وأسلوب التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة مستقبلاً، مما يؤكد أن الذهب سيظل في دائرة الاهتمام، خاصة مع استمرار التوترات الاقتصادية العالمية.

تأثير التوترات الجيوسياسية على سوق الذهب

لا يمكن إنكار الأثر الكبير الذي تُحدثه الأزمات الجيوسياسية على سوق الذهب، فقد أثرت الأحداث الأخيرة بين الهند وباكستان في كشمير على أسعار المعادن الثمينة الأخرى مثل الفضة والبلاديوم، إذ سجلت الفضة انخفاضًا بنسبة 0.7% لتصل إلى 33.01 دولار للأوقية، فيما انخفض البلاتين والبلاديوم بنسب طفيفة. ومع استمرار المناوشات الجيوسياسية المختلفة تظل المعادن الثمينة ومنها الذهب مؤشرًا حساسًا يعكس حالة السوق والاقتصاد العالمي.

ومع تصاعد المؤشرات المتناقضة، يبقى الذهب خيارًا رئيسيًا أمام المستثمرين الباحثين عن استثمارات آمنة، خاصة في ظل استمرار حالة عدم اليقين المرتبطة بالاقتصاد العالمي والسياسة الدولية.