«انتكاسة مفاجئة» لأسعار الذهب.. ما سبب توقف صعوده؟

شهدت أسعار الذهب تراجعاً حاداً في بداية تعاملات اليوم بعد سلسلة ارتفاعات حققت خلالها مستويات تاريخية جديدة، إذ انخفضت أسعار المعدن الأصفر بأكثر من 1.9%، ما أثار تساؤلات بشأن مستقبل الذهب وسط تفاؤل الأسواق بمفاوضات الولايات المتحدة والصين، إلى جانب ترقب قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة والسياسة النقدية للمستقبل القريب.

تراجع حاد في أسعار الذهب اليوم

في التعاملات الفورية، سجلت أسعار الذهب انخفاضاً بنسبة 1.9% لتبلغ مستويات 3360 دولاراً للأونصة، فيما هبطت العقود الآجلة الأميركية للذهب بنسبة 1.8% مسجلة حوالي 3374 دولاراً للأونصة، وهو تراجع كبير بعد المكاسب التي حققها المعدن النفيس في الأيام السابقة. ورغم هذا التراجع، ارتفع الذهب بنسبة 2% على مدار الأسبوع وما يزيد عن 29% منذ بداية العام، مما يجعله واحداً من أكثر أدوات التحوط استقراراً في الأسواق المالية.

تأثرت الأسعار أيضاً بتوقعات المستثمرين حول سير مفاوضات تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث يعتبر الذهب وسيلة لحماية القيمة في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي وارتفاع المخاطر الجيوسياسية. ومع إشارات تدل على انفراجة محتملة في المفاوضات، انعكس ذلك سريعاً على حركة السوق.

دور الفيدرالي الأميركي وتأثيره على المعدن الأصفر

يرتقب المستثمرون حول العالم نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إذ يتوقع أن يتم الإعلان عن تثبيت أسعار الفائدة للمحافظة على استقرار الاقتصاد. ومع ارتفاع الدولار بشكل مفاجئ خلال الساعات الأخيرة، شهدنا ضغوطاً متزايدة على الذهب، حيث تتسبب قوة العملة الأميركية في رفع تكاليف الأصول المسعرة بالدولار، ما يحد من إقبال المستثمرين على هذه الأصول.

يعتمد مستقبل الذهب في الفترة المقبلة على الإشارات الصادرة عن المجلس الاحتياطي بشأن السياسات النقدية، والتوقعات المتعلقة بالنمو الاقتصادي الذي قد يتأثر برسوم جمركية جديدة أعلنت عنها الإدارة الأميركية مؤخراً. وسيتطلب ذلك من المستثمرين الحذر خلال الفترة المقبلة وسط تقلبات ملحوظة.

مفاوضات أميركية صينية وتأثيرها على أسعار الذهب

تشير تقارير إلى استعداد الولايات المتحدة والصين للجلوس إلى طاولة المفاوضات قريباً، حيث التقى نائب رئيس مجلس الدولة الصيني بمسؤولين في سويسرا لبحث سبل تخفيف التوترات التجارية. وقال وزير الخزانة الأميركي إن التعاون بين البلدين ضروري لخفض حدة الصراعات التجارية وتحقيق استقرار الأسواق.

من جهة أخرى، تبقى العلاقة بين أسعار الذهب والمخاطر الاقتصادية والسياسية واضحة، حيث يزدهر المعدن النفيس عادة في بيئة مليئة بالتوترات وضبابية الرؤية المستقبلية. يتوقع الخبراء أن تستمر الأسعار في التحرك بين الصعود والهبوط استجابة للعديد من العوامل، من ضمنها المفاوضات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى والتوجهات المستقبلية للسياسات المالية.

باختصار، يتجه الذهب إلى تقلبات إضافية في ظل الأحداث الاقتصادية الكبرى والموقف الغامض بشأن السياسات الأميركية والصينية، مما يؤكد أهمية متابعة التطورات الجديدة لضمان توجيه الاستثمارات في الاتجاه الصحيح. وهذا هو السبب الرئيسي الذي يُبقي المستثمرين على أهبة الاستعداد لكل تغيير مفاجئ يمكن أن يطرأ على الأسواق.