الفاتيكان يقطع الإنترنت والاتصالات غدًا تحضيرًا لانتخاب البابا الجديد

تستعد مدينة الفاتيكان لاستضافة انتخاب البابا الجديد خلفًا للبابا فرنسيس، حيث تنطلق غدًا الأربعاء فعاليات المجمع المغلق بمشاركة الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا، وسط إجراءات أمنية مشددة لتحقيق السرية الكاملة. وأعلن الفاتيكان تعليق خدمات الاتصالات بما في ذلك شبكات الإنترنت والهواتف المحمولة بدءًا من الساعة الثالثة مساءً غدًا، كما سيتم توفير أجهزة تشويش ترددات لضمان سلامة وسرية الأحداث.

التدابير الأمنية في المجمع المغلق

ضمن تحضيرات الفاتيكان للمجمع المغلق، أُعلن عن تعزيز الإجراءات الأمنية لضمان عدم حدوث أي تسريبات خلال عملية انتخاب البابا الجديد. وقد أفادت مصادر رسمية أن الخطوات تمثل جانبًا جوهريًا من تنظيم الحدث البابوي نظرًا لأهميته، إذ يتم نصب أجهزة تشويش على إشارات الهواتف لمنع تسريب أي معلومات عبر الإنترنت أو الاتصالات الهاتفية أثناء التصويت. هذه الإجراءات تسهم في الحفاظ على أجواء آمنة ومنضبطة، حيث تشهد الفترة الحاليّة تحديات كبيرة تتطلب اختيار قيادة قوية ومتماسكة تستحق متابعة دقيقة.
يلتزم الكرادلة المشاركون في التصويت بالاجتماع في مقر مُحاط بعناية فائقة، حيث لا يُسمح باستخدام أجهزة التسجيل الصوتي أو المرئي، كما يُفرض حظر صارم على إخراج أي تفاصيل عن المناقشات والتصويت خارج الجلسات المغلقة.

الالتزام بالسرية المطلقة في الفاتيكان

تعتبر السرية جزءًا أساسيًا من تقاليد انتخاب وزعامة البابوية الكاثوليكية، فقد أدى المسؤولون والأطباء وموظفو الكنيسة اليمين قبل المشاركة في المراسم، متعهدين بعدم كشف أي تفاصيل تتعلق بالاجتماعات. من المقرر أن يلتزم الجميع بالإجراءات التنظيمية المشددة التي تحظر أي استخدام للتكنولوجيا الحديثة بما في ذلك أجهزة تصوير الفيديو أو الهواتف الذكية، مما يعزز الموثوقية في نتائج الاجتماعات. كما تبذل الكنيسة جهودًا لتطبيق اللوائح بصرامة من أجل تأمين اختيار قادة يؤكدون مسيرة الكنيسة نحو تحقيق الانفتاح اللازم لمواكبة التغيرات العالمية.

تحديات مستقبلية للكنيسة الكاثوليكية

تواجه الكنيسة الكاثوليكية حاليًا تحديات كبيرة تتعلق بتغيرات المجتمع الدولي، حيث يأمل المسؤولون في انتخاب شخصية تناسب المرحلة الحالية وتعمل على تعزيز قيم الانفتاح والشفافية، في ظل الأزمة التي تواجه المجتمعات العالمية على المستويات الاجتماعية والسياسية. يُعتبر الاختيار البابوي فرصة لتوحيد قائد ذي رؤية واضحة قادر على تحقيق اختلاف إيجابي في مختلف النواحي، إلى جانب توفير حلول حديثة لمواكبة تطلعات المؤمنين الكاثوليكيين في أنحاء العالم.

تسعى الفاتيكان من خلال هذه المراسم إلى تجديد الروح القيادية في أجواء منظمة ومشددة أمنيًا، بهدف نقل رسالة روحية وإنسانية جديدة للعالم.