«تراجع مفاجئ» في أسعار الذهب مع تصاعد آمال حل النزاع التجاري چين

تراجع أسعار الذهب مؤخرًا رافقته تحركات هامة في الأسواق العالمية نتيجة انخفاض الطلب على الأصول الآمنة، متأثرًا بالتفاؤل حول مفاوضات محتملة بين الولايات المتحدة والصين. وفيما تستعد الأسواق لاجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، يترقب المستثمرون أي إشارات ترتبط بسياسات أسعار الفائدة المستقبلية ومدى تأثيرها على نمو الاقتصاد العالمي وأسواق المعادن الثمينة.

تراجع أسعار الذهب وتأثير المفاوضات التجارية

شهدت أسعار الذهب تراجعًا واضحًا خلال الأيام الأخيرة، حيث انخفضت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.7 بالمائة لتصل إلى مستوى 3397.70 دولار. ويرجع السبب الرئيسي إلى الحديث المستمر حول بدء مفاوضات تجارية جديدة بين الولايات المتحدة والصين في سويسرا هذا الأسبوع. ومن المتوقع أن تجمع هذه اللقاءات كبار المسؤولين من كلا الجانبين، مع التركيز على تخفيض التوتر التجاري وتحقيق اتفاقيات واضحة. الجدير بالذكر أن هذه النزاعات قد أثارت في وقت سابق مخاوف كبيرة من حدوث ركود عالمي، ما دفع المستثمرين للجوء إلى الذهب كملاذ آمن.

ترقب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي وتأثيره على الذهب

يركز مجتمع المستثمرين أنظاره على اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، حيث من المتوقع أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية. أشار محللون إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يفضل الحفاظ على سياسة مرنة، في ظل التأثيرات المستمرة من الحرب التجارية على النمو الاقتصادي. توضيحات “جيروم باول”، رئيس الاحتياطي الفيدرالي، ستكون محورية لتحديد الاتجاهات المستقبلية وتوقيت أي تعديل لأسعار الفائدة، حيث يتوقع المتداولون خفضًا بمقدار 80 نقطة أساس خلال العام الجاري، الأمر الذي سيعزز الإقبال على الأصول ذات العائد المنخفض مثل الذهب.

أداء المعادن النفيسة في ظل التوترات الاقتصادية

بجانب الذهب، تراجعت أسعار المعادن النفيسة الأخرى متأثرة بالتقلبات الاقتصادية وعدم استقرار الأسواق، حيث انخفضت الفضة الفورية بنسبة 0.9 بالمائة لتستقر عند 32.93 دولار للأونصة، كما هبط البلاتين بنسبة 0.6 بالمائة ليصل إلى 979.07 دولار، بينما شهد البلاديوم تراجعًا بنسبة 0.4 بالمائة عند مستوى 970.28 دولار. تعتبر المعادن النفيسة خيارات تحوط ضد الأزمات الاقتصادية ومخاطر التضخم، وغالبًا ما تزدهر هذه الأسواق في بيئة تتسم بأسعار فائدة منخفضة وارتفاع معدلات عدم اليقين.

ختامًا، فإن حالة الترقب تسيطر على الأسواق بانتظار المستجدات حول المفاوضات التجارية واجتماع الاحتياطي الفيدرالي. ومع استمرار هذه التطورات، ستظل التحركات في أسعار الذهب والمعادن النفيسة مرتبطة بشكل وثيق بالمواقف السياسية والاقتصادية العالمية التي تشكل ملامح الأسواق المستقبلية. التغيرات المتوقعة لأسعار الفائدة تعد عاملًا محفزًا سيحدد توجّه المستثمرين في المدى القريب.