«ارتفاع مفاجئ».. أسعار الذهب تسجل قفزة جديدة والأوقية تتجاوز 3422 دولاراً

ارتفعت أسعار الذهب مجددًا في الأسواق العالمية، نتيجة تطورات اقتصادية وجيوسياسية متعددة؛ وقد أثرت هذه التطورات على قرارات المستثمرين الذين جدّدوا الاهتمام بالأصول الآمنة، وعلى رأسها المعدن الأصفر، مع ترقب الأسواق لقرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، تزامنًا مع إعلان الرئيس الأمريكي فرض رسوم جمركية على واردات معينة مثل الأدوية، وتصاعد النزاعات التجارية الدولية.

ارتفاع أسعار الذهب والضغوط الاقتصادية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا بلغ نسبة 3%، حيث وصلت العقود الآجلة تسليم يونيو إلى 3422.80 دولار للأوقية عند التسوية، وقد أسهمت عدة عوامل في هذا الارتفاع، من أبرزها التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، والتي أخذت منحىً متصاعدًا بعد إعلان الرئيس الأمريكي نيته فرض رسوم جمركية على الأدوية، كما استهدف سلعًا أخرى مثل الأفلام الأجنبية بتعريفة مرتفعة بلغت 100%، مما أثّر على الاستثمارات وانعكس على الأسواق بشكل عام.
بالإضافة لذلك، ظهرت بوادر رد فعل من الجانب الأوروبي، حيث أعلنت وكالة بلومبيرغ عن خطط محتملة للاتحاد الأوروبي لفرض رسوم بمبلغ يصل إلى 100 مليار يورو على واردات أمريكية في حال فشل المفاوضات التجارية المستمرة؛ هذه التطورات شجّعت المستثمرين على الابتعاد عن الأصول ذات المخاطر العالية، والتركيز على الأصول الآمنة مثل الذهب لتجنب تقلبات السوق.

دور سياسات البنوك المركزية في تحركات الذهب

إلى جانب العوامل التجارية، استمرت البنوك المركزية في تقليص انكشافها على الأصول الأمريكية، مع زيادة توجهها نحو الاحتفاظ بالمعدن النفيس بناءً على توقعات اقتصادية وتحوطات طويلة الأجل، ووفق تصريحات محلل الذهب أدريان آش، فإن تدفقات استثمارات جديدة، وخصوصاً من الصين، ساعدت في دعم الارتفاع الأخير بأسعار الذهب، وزادت من الطلب على المعدن كملاذ آمن في مواجهة المتغيرات الاقتصادية.
تأتي هذه التطوّرات بالتزامن مع اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، والذي يراقب المستثمرون نتائجه للحصول على تقديرات أفضل بشأن السياسة النقدية، إذ من المتوقع أن يشير البنك إلى استقراره على أسعار الفائدة الحالية ما بين 4.25% و4.5%، مما يعكس رؤية حذرة تجاه الأوضاع الاقتصادية العالمية.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

يتطلع المستثمرون إلى تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول المزمع تقديمها خلال المؤتمر الصحفي عقب انتهاء الاجتماع، حيث تنتظر الأسواق تفسير التوجّهات الجديدة وأثر الرسوم الجمركية المتزايدة على معدلات التضخم في الولايات المتحدة، ومن المهم أيضًا مراقبة تأثير تلك الخطوات على العلاقات التجارية مع أوروبا، خاصة إذا استمرت الأخيرة في الرد بالمثل بفرض الرسوم الجمركية، مما قد يؤدي إلى تزايد التقلبات في سوق المعادن النفيسة.
أيضًا يُتَوقع أن تظل أسعار الذهب تحت ضغط العوامل الجيوسياسية العالمية وسياسات البنوك المركزية، مع استمرار اعتماد البنوك الوطنية في الاقتصادات الناشئة على الذهب كجزء من استراتيجيات تنويع المدخرات؛ إلى جانب ذلك، فإن أي تدهور في العلاقات التجارية الدولية قد يعزز من الطلب على الذهب خلال الأشهر المقبلة، مما قد يدفع الأسعار للارتفاع إلى مستويات أعلى على المدى القريب.