«قفزة تاريخية» أسعار الذهب ترتفع 100 دولار مع تراجع الدولار الأمريكي

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا تجاوز 100 دولار في نهاية تعاملات يوم الثلاثاء 6 مايو/أيار 2025، ليصل إلى أعلى مستوى في أسبوعين، وسط تراجع مؤشر الدولار الأمريكي، حيث يعزز هذا التراجع جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن، خاصة في ظل المخاوف الاقتصادية والسياسية المتعلقة بخطط الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما دفع المستثمرين نحو الذهب للتحوط المالي.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب

قفزة أسعار الذهب الأخيرة جاءت استجابة لعدة عوامل مؤثرة، من أبرزها إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على العديد من المنتجات مثل الأفلام والأدوية، وهو الأمر الذي أشاع مخاوف من تصاعد التوترات التجارية عالميًا. كما أن الانخفاض الأخير في مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.47% جعل الذهب الاستثماري أكثر تنافسية مقارنة بالعملات العالمية الأخرى. هذه التطورات دفعت المستثمرين إلى الاتجاه نحو المعادن النفيسة، خاصة الذهب الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا خلال فترات التقلبات الاقتصادية والسياسية.

بالإضافة إلى ذلك، تستفيد أسعار الذهب من الترقب الكبير لاجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع. القرارات المتعلقة بسعر الفائدة تسهم بشكل كبير في توجيه أسعار الذهب، حيث أن بيئة أسعار الفائدة المنخفضة عادة ما تزيد من جاذبية المعدن الأصفر باعتباره خطوة تحوطية جذابة للمستثمرين.

تحليل أداء أسعار الذهب والأسواق المالية

في تداولات الثلاثاء، ارتفعت أسعار العقود الآجلة للذهب بنسبة 3% لتصل إلى 3422.80 دولارًا للأوقية، بينما سجلت عقود التسليم الفوري صعودًا بنسبة 2.4% لتبلغ 3414.48 دولارًا للأوقية. على صعيد آخر، شهدت المعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة والبلاتين والبلاديوم ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة تراوحت بين 2.4% و3.16%. هذه المؤشرات تعكس عودة قوية للمستثمرين نحو أصول التحوط في ظل ضعف الدولار الأمريكي.

تراجُع مؤشر الدولار يعكس ضعف العملة الأمريكية أمام العملات الرئيسية الأخرى، مما يعزز الطلب على الذهب. علاوة على ذلك، تشير التحليلات إلى احتمالية أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه الحالي، ما يُعزز من الزخم الصعودي للذهب.

تأثير التوترات السياسية على أسعار الذهب

تُعد التوترات الاقتصادية الراهنة أحد العوامل الرئيسية التي شكلت دعمًا صلبًا لأسعار الذهب. إعلان الرئيس الأمريكي عن قرارات جمركية مثيرة للجدل زاد من درجة الغموض حول التنبؤات الاقتصادية، مما أدى إلى توجه المستثمرين نحو الذهب كخيار آمن. ويرى خبراء السوق أن استمرار هذه التوترات سيبقي أسعار الذهب عند مستويات مرتفعة في المستقبل القريب.

وفقًا لتحليل بنك “غولدمان ساكس”، فإن استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي باتخاذ موقف متحفظ قد يؤدي إلى تخفيض أسعار الفائدة في الأشهر القادمة، وهو ما سيدعم أسعار الذهب والسبائك غير المدرّة للعائد في بيئة اقتصادية مضطربة.

في الختام، تشير التوقعات إلى أن حالة الاضطراب السياسي والاقتصادي ستظل عاملًا مؤثرًا على حركة أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، خاصة مع استمرار الترقب العالمي للسياسات التجارية والنقدية في الأسواق الرئيسية.