الإعلام يلعب دورًا محوريًا في تشكيل العقل الجمعي، حيث يسهم في توجيه سلوكيات الأفراد والمجتمعات من خلال ما يعرضه من معلومات وصور ذهنية، ويُشكِّل بذلك وعيًا جماعيًا يمكن أن يكون داعمًا للاستقرار أو سببًا في التحريض والانقسام، لذا فإن فهم هذه العلاقة يعد ضرورةً لتعزيز الوعي ومنع التأثير السلبي للإعلام على المجتمعات.
العقل الجمعي وتأثير الإعلام عليه
العقل الجمعي يمكن تعريفه باعتباره مخزونًا ثقافيًا مشتركًا يتضمن القيم والمعتقدات والأفكار التي تشكل وعي المجتمع وتوجه سلوك أفراده دون تدخل مباشر، كما وصفه عالم الاجتماع “إميل دوركايم” بـ”اللاوعي الاجتماعي” الذي يحدد المقبول والمرفوض في المجتمع، في الماضي، كانت مصادر تشكيل هذا العقل تتمثل في العادات والتقاليد والدين والتعليم، أما اليوم فقد أصبح الإعلام في صدارة المشهد بقدرته الفائقة على إعادة برمجة الأفكار وترتيب الأولويات باستخدام أدوات متنوّعة مثل مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإخبارية والدراما والإعلانات.
الإعلام لا ينقل الواقع فحسب، بل يعيد هيكلته باستخدام أساليب مثل التكرار والاعتياد وتوظيف الصور والموسيقى واللغة المؤثرة، مما يؤدي إلى ترسيخ قناعات جديدة يمكن أن تتحول لحقيقة مجتمعية، ولكنه في ذات الوقت قد يُستخدم للتلاعب والتقسيم عبر بث أنماط تفكير مستقطبة مثل “مع أو ضد”، وهو ما يُعرف بالثنائيات الزائفة التي تؤدي إلى تضييق زاوية الفهم النقدي لدى الجمهور.
دور الإعلام في حروب الجيل الخامس
الإعلام يعتبر أحد مكونات حروب الجيل الخامس لقدرته على التأثير العاطفي والجماعي، إذ يسهم في احداث تحركات وردود أفعال جماعية تجاه قضايا متنوعة، في الأزمات يمكن للإعلام إما تحفيز حالة من الذعر أو بث الحماس القومي، وبذلك يصبح أداة قادرة على توجيه السلوكيات بشكل غير عقلاني، الأثر السلبي يظهر أكثر عندما تُستخدم قنوات إعلامية مشبوهة لاستهداف العقل الجمعي باستخدام رسائل مبطنة تخدم أهدافًا سياسية أو اقتصادية معينة وتترك أثرًا طويل الأمد على المجتمعات.
كيفية تعزيز الوعي وحماية العقل الجمعي
لمواجهة التأثير السلبي للإعلام على العقل الجمعي، يجب أن تعمل الدول على تعزيز ثقافة النقد والتحليل لدى المواطنين، وذلك من خلال التركيز على الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي، وتوفير مصادر معلومات موثوقة، وتعليم كيفية التحقق من صحة الأخبار والانفتاح على وجهات نظر مختلفة، على هذا النحو ينمو الفرد مسلحًا بقدرات تمكنه من التصدي للتلاعب بالعقل الجمعي ورفض الانسياق خلف القوالب الجاهزة التي قد يفرضها الإعلام.
في النهاية، يمثل العقل الجمعي ركيزة هامة لاستقرار المجتمعات، ولكن خطورته تظهر إذا ما استُخدم كأداة هيمنة، لذا فإن بناء مجتمع واعٍ ومثقف يعد الحل الأمثل لحماية الأفراد والمجتمعات من الوقوع تحت تأثير الإعلام الموجه.
بعد تحريك البنزين: هل يتم رفع أسعار السجائر في الأيام المقبلة؟
تخفيضات رهيبة – سعر الأسماك والمأكولات البحرية اليوم 19-4-2025 الحق الآن
«صعود مفاجئ».. الجنيه الذهب في الإمارات يقفز رغم استقرار الأسعار العالمية
«المغامرة بدأت».. تردد قناة سبايدر مان 2025 الجديد على الأقمار الصناعية
خبر يهمك: سعر الخضراوات والفاكهة اليوم الأحد 20 أبريل 2025 بسوق العبور
فرصتك مستنياك الآن.. احجز شقتك في الإسكان الجديد 2025 بكل سهولة
«صدمة كبيرة».. غياب جافي المحتمل يثير قلق برشلونة قبل كلاسيكو ريال مدريد
أسعار اللحوم اليوم السبت 12 أبريل بعد زيادة البنزين وغرق الفلتو بـ420 جنيهًا