«قفزات كبيرة» في أسعار الذهب.. خبراء يكشفون أسباب الارتفاع المستمر

تشهد أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، حيث أصبح سعر الذهب عيار 21 يتجاوز 4825 جنيهًا في السوق المحلي، وهو تغير ملحوظ عن مستوياته الصباحية. يعود هذا الارتفاع بصورة أساسية إلى التأثيرات العالمية التي طالت السوق المحلي بسبب التحركات الكبيرة في أسعار الذهب عالميًا، مما يدفع المحللين لمراقبة هذه المؤشرات عن كثب لتوقع توجه الأسعار في المستقبل.

العلاقة بين أسعار الذهب في مصر وأسعار الذهب عالميًا

تعتبر العلاقة بين أسواق الذهب المحلية والعالمية علاقة تكاملية واضحة، حيث إن أي تغير في أسعار الذهب بالبورصات العالمية ينعكس مباشرة على السوق المصري. شهدت أسعار الذهب عالميًا ارتفاعًا بنسبة 1.85% لتصل إلى 3395 دولارًا للأونصة، وذلك نتيجة عدة عوامل دولية مؤثرة، أبرزها الاضطرابات الاقتصادية والسياسية المتزايدة، بالإضافة إلى توقعات الأسواق حول قرارات الاحتياطي الفيدرالي المتعلقة بسعر الفائدة. هذا التغير يدفع المستثمرين إلى اللجوء لشراء الذهب كملاذ آمن يحميهم من تقلبات الأسواق والعملات.
وفقًا لنائب رئيس شعبة الذهب والمجوهرات، لطفي منيب، فإن السوق المصري يتبع السوق العالمي بشكل مباشر. يزداد الإقبال المحلي على الذهب مع أي توقعات بارتفاع مستمر، مما يؤدي بدوره إلى زيادات إضافية في الأسعار داخل السوق المحلي.

تأثير ارتفاع أسعار الذهب على السوق المحلي

أكد نجيب نادي، سكرتير عام شعبة الذهب سابقًا، أن السوق المحلي يعتبر انعكاسًا للسوق العالمي بفضل الانفتاح التجاري المستمر. وأشار إلى أن أسعار الذهب عيار 18 قد ارتفعت إلى حوالي 4110 جنيهًا للجرام، بينما بلغ عيار 24 حوالي 5480 جنيهًا. يأتي هذا التغير نتيجة لزيادة الطلب على الذهب من قبل المستهلكين المحليين الذي يعتمدون عليه كوسيلة لتأمين استثماراتهم من مخاطر التضخم أو انخفاض قيمة العملات الأخرى.
من جانب آخر، يساهم الطلب المتزايد على المشغولات الذهبية والمجوهرات في استمرار ارتفاع الأسعار. يحتل الذهب مكانة خاصة لدى المصريين باعتباره مخزنًا للقيمة وعملة استثمارية ذات طبيعة متينة وثابتة.

أسباب استمرار نمو أسعار الذهب عالميًا

يرجع خبراء السوق العالمي نمو أسعار الذهب إلى عدة عوامل أساسية، مثل المخاوف المتزايدة بشأن التوترات السياسية بين الدول الكبرى مثل الهند وباكستان أو قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتعلقة بسعر الفائدة على الدولار. مع زيادة الطلب الدولي على المعدن الأصفر، ينعكس هذا بوضوح في الأسعار الفورية للذهب، وهو ما يؤثر بنفس الطريقة على الأسعار المحلية بمختلف أسواق العالم.
مما لا شك فيه أن الذهب يظل الملجأ الآمن الذي يسعى إليه الجميع في الأوقات غير المستقرة اقتصاديًا وسياسيًا. لذلك، على كل مستثمر أن يتابع حركة السوق بدقة قبل اتخاذ أي قرار استثماري مستقبلي.