«جنون الأسعار» يسيطر على الوقود بمناطق الحوثيين.. ارتفاع جديد يثير الجدل

شهدت مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن زيادات جنونية في أسعار الوقود والغاز المنزلي، حيث سجلت قفزات تجاوزت 100% خلال الفترة الأخيرة، وهو ما أثار استياء المواطنين وخلق أزمة خانقة تهدد بكارثة إنسانية. تأتي هذه الارتفاعات نتيجة سياسات الحوثيين الاحتكارية المصحوبة بإغلاق الموانئ في الحديدة، ما أدى إلى تحكم ميليشيا الحوثي في كميات الوقود المتوفرة بالأسواق وتحويلها للسوق السوداء لتحقيق أرباح طائلة.

ارتفاع أسعار الوقود والغاز في مناطق الحوثيين

تسبب حجب المشتقات النفطية في ارتفاع أسعار البنزين والديزل والغاز المنزلي بشكل غير مسبوق، إذ بلغ سعر جالون البنزين سعة 20 لترًا حوالي 20 ألف ريال يمني، مقارنة بالسعر السابق الذي لم يتجاوز 9,500 ريال، أما الديزل فقد تضاعف ليصل إلى 22 ألف ريال لكل 20 لترًا بعد أن كان سعره 10 آلاف ريال فقط. فيما ارتفع سعر أسطوانة الغاز المنزلي سعة 20 كيلوجرامًا ليصل إلى 10 آلاف ريال بعدما كانت تباع بسعر 6,500 ريال فقط، ويعاني المواطنون من صعوبة كبيرة في الوصول للوقود بسبب تحديد الحوثيين عدد المحطات العاملة وتقنين التوزيع بشكل صارم.

سياسة الحوثيين تزيد معاناة المواطنين

قامت جماعة الحوثي بوضع قيود مشددة على عملية تعبئة الوقود بالمحطات، إذ فتحت 20% فقط من المحطات الرسمية لخدمة المواطنين وبسعة تشغيلية محدودة جدًا؛ حيث يُسمح لكل مركبة بتعبئة البنزين أو الديزل بمقدار لا يتجاوز 40 لترًا كل عشرة أيام، كما تفرض الجماعة طوابير طويلة تمتد لأيام أمام محطات الوقود، مما أثر على قدرة المواطنين على التنقل وسبّب شللًا شبه كامل في القطاعات الاقتصادية والخدمية. تُعتبر هذه السياسية جزءًا من مخطط الحوثيين لاستغلال الأزمة وبيع الوقود في السوق السوداء بأسعار مرتفعة لجني الأرباح على حساب معاناة الشعب.

الأزمة الإنسانية المتفاقمة بسبب ارتفاع الوقود

مع ارتفاع أسعار الوقود والغاز، ازدادت حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها الشعب اليمني في مناطق الحوثيين، إذ بات الحصول على الوقود والغاز المنزلي شبه مستحيل بالنسبة للعائلات ذات الدخل المحدود، وشهدت أسعار المواد الغذائية والخدمات الأساسية زيادات كبيرة نتيجة لارتفاع تكلفة النقل والتوصيل. وتحذر المنظمات الإنسانية من أن هذه السياسات التعسفية ستؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جدية لمعالجة الأزمة، خاصة أن المواطنين يفتقدون لأبسط مقومات الحياة الأساسية.

تُشكل هذه الأوضاع تحديًا كبيرًا للمواطنين الذين يواجهون يوميًا خطر انقطاع الخدمات الأساسية نتيجة انعدام الوقود، مما يهدد مظاهر الحياة اليومية ويضاعف من أعباء الأزمة اليمنية التي تعد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.