«قفزة مفاجئة» للذهب 5% في 3 جلسات.. كيف انقلبت الموازين؟

يشهد الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في أسعاره خلال الأيام الأخيرة معززًا مكانته كملاذ آمن للمستثمرين في أوقات الأزمات وعدم الاستقرار الاقتصادي، حيث حقق الذهب مكاسب كبيرة بزيادة تصل إلى حوالي 5% في ظل تحسن طلب الأسواق وضعف الدولار الأمريكي، في الوقت ذاته تترقب الأسواق قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة وتأثيراته على الاقتصاد والتجارة العالمية، ما يعزز من الضغوط على قرارات المستثمرين الماليين في القطاعات المختلفة.

أسعار الذهب اليوم ترتفع بقوة

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا في التعاملات الفورية والعقود الآجلة على حد سواء، إذ قفز الذهب الفوري بنسبة 0.9% ليصل إلى مستويات 3363 دولارًا للأونصة، بينما لامست العقود الآجلة لشهر يونيو مستويات 3374 دولارًا للأونصة، ويرجع الارتفاع الكبير في أسعار الذهب إلى تراجع الدولار الأمريكي، إضافة إلى عودة الطلب على الملاذات الآمنة بسبب مخاوف الركود الاقتصادي المحتمل، كما شهد الذهب جلسات متتالية من الصعود تجاوزت 5%، وأدى جني الأرباح في وقت سابق من هذا الشهر إلى انخفاض مؤقت قبل بدء الموجة الجديدة من المكاسب.

الاحتياطي الفيدرالي ودوره في دعم أسعار الذهب

تترقب الأسواق العالمية قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخصوص أسعار الفائدة، إذ تؤثر التوقعات بشأن السياسة النقدية بشكل مباشر على أسعار الذهب، البنك المركزي قد يختار الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير وسط موجة الغموض الاقتصادي بسبب السياسة التجارية الأمريكية والرسوم الجمركية المفروضة حديثًا، التوترات الاقتصادية والجيوسياسية ترفع من احتمالات استمرار ارتفاع الذهب كوسيلة لتحوط المستثمرين ضد التضخم وتقلبات الأسواق العالمية، كما أن انخفاض الفائدة من شأنه تعزيز الذهب برفع مكاسبه أمام العملات الأخرى.

تأثير الذهب على الاقتصاد العالمي

يلعب الذهب دورًا محوريًا في حركة الاقتصاد العالمي، حيث ازدهرت أسعاره خلال العام الحالي بارتفاع تجاوز 28% من بدايته، محافظًا على مكانة قوية كملاذ آمن خلال الأزمات، سجل المعدن النفيس قفزات قياسية منذ بداية يناير مع وصول الأسعار إلى أكثر من 28 قمة جديدة، وقد عززت السياسات الجمركية الأمريكية والمخاوف المتعلقة بالتوترات التجارية من قيمة الطلب على الذهب، هذا فضلًا عن الإجراءات الاحترازية المتخذة في العديد من الاقتصادات الكبرى للدفع بالذهب كأداة تحوط فعالة في مواجهة مخاطر الركود الاقتصادي المحتملة.

في المجمل، الارتفاع المطرد في أسعار الذهب يعكس حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق العالمية، حيث ينظر المستثمرون إلى المعدن النفيس كخيار أمثل لحماية أصولهم في خضم التقلبات الاقتصادية والسياسية، وهذا الاتجاه المرجح أن ينعكس على مزيد من الارتفاعات المستقبلية للذهب مع استمرار العوامل المعرقلة للاستقرار الاقتصادي العالمي.