صالح سليم.. 23 عامًا على رحيل أسطورة الأهلي التي لا تُنسى

تحل اليوم الذكرى الثالثة والعشرون على رحيل “المايسترو” صالح سليم، الشخصية الأسطورية في تاريخ النادي الأهلي والكرة المصرية، حيث غادر الحياة في مثل هذا اليوم من عام 2002 بعد رحلة طويلة من العطاء والتميز في عدة مجالات. لا تزال ذكراه حاضرة في قلوب عشاقه، خاصة جماهير القلعة الحمراء التي تعتبره رمزًا للانضباط والقيادة الحكيمة.

صالح سليم وأهمية دوره في تاريخ الأهلي

ارتبط اسم صالح سليم بالنادي الأهلي منذ انضمامه كلاعب في الأربعينات، حيث بدأ مسيرته مع ناشئي النادي عام 1944 قبل أن يلتحق بالفريق الأول في نفس العام. على مدار مسيرته الكروية، حصد مع الأهلي 20 بطولة كروية تضمنت 11 لقبًا للدوري الممتاز و8 بطولات للكأس، مما جعله نموذجًا يُحتذى به لكل من ارتدوا قميص النادي من بعده. كان صالح سليم دائمًا نموذجًا يُغرس بين مشجعي الأهلي عبر عبارته الشهيرة التي تلخص فلسفته: “الأهلي فوق الجميع”.

لم يقتصر إنجاز صالح سليم على المستطيل الأخضر فقط، حيث كان لاعبًا استثنائيًا يُسجّل الأرقام التاريخية، مثل تحقيقه رقمًا قياسيًا بأكبر عدد من الأهداف في مباراة واحدة خلال مواجهته مع الإسماعيلي عام 1958. إضافة لذلك، كانت له إسهامات بارزة على المستوى الدولي مع المنتخب الوطني، حيث شارك في 24 مباراة دولية سجل خلالها 5 أهداف، وكان جزءًا من الفريق الذهبي الذي توّج ببطولة كأس الأمم الأفريقية 1959.

الإدارة وحكمة القيادة

بعد اعتزاله كرة القدم عام 1967، انتقل صالح سليم مباشرة إلى العمل الإداري بالنادي الأهلي، حيث تولى منصب مدير الكرة ثم رئاسة النادي في فترتين مميزتين. خلال ولايته الأولى بين عامي 1980 و1988، استطاع إعادة هيكلة النادي وتطويره بصورة غير مسبوقة، وعاد مجددًا عام 1990 بطلب جماهير الأهلي التي رأت فيه القائد القادر على استعادة المجد الرياضي للنادي. وتميز سليم بأسلوبه الحازم في الإدارة، حيث كان يتبنى قناعات واضحة مثل الحفاظ على مبادئ النادي وترسيخ قيم الانضباط والروح الجماعية.

المايسترو: رياضي وفنان

لم تكن حياة صالح سليم مقتصرة على كرة القدم فقط؛ فقد تألق أيضًا على المستوى الفني، حيث شارك في عدد من الأفلام المصرية التي لاقت شهرة واسعة مثل “الشموع السوداء” و”الباب المفتوح”. جسّد في تلك الأفلام النموذج المثالي للاعب الرياضي المثقف وصاحب الحضور الطاغي، مما ساهم في ترسيخ صورته كأيقونة متعددة المواهب.

في نهاية المطاف، بدأ المرض يؤثر على صالح سليم بحلول أواخر التسعينيات، حيث أصيب بسرطان الكبد ثم المعدة، ورغم آلام المرض، ظل صامدًا حتى وافته المنية في السادس من مايو عام 2002. ومع رحيله، ترك خلفه إرثًا رياضيًا وإنسانيًا خالدًا لا يمحوه الزمن، سواء في قلوب جماهير الأهلي أو عشاق الفن والرياضة على حد سواء.