«ارتفاع حاد» في أسعار الذهب عالميًا مع تصاعد المخاوف من الحرب التجارية

يشهد الذهب ارتفاعاً قوياً في أسعاره خلال الأيام الأخيرة نتيجة التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية المتلاحقة، إذ يعتبر المعدن الأصفر من أهم الأصول التي تحافظ على قيمتها في أوقات الأزمات وتذبذب الأسواق المالية، ما يدعمه كملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون في ظل مخاوف التجار والتحولات الاقتصادية، ويمكن ملاحظة هذا الارتفاع بشكل بارز مع تراجع معدلات الدولار الأمريكي مؤخراً.

ارتفاع أسعار الذهب في ظل تجدد الحرب التجارية

شهدت أسعار الذهب قفزة كبيرة مع بداية الأسبوع الحالي، حيث ارتفعت بمقدار 40.40 دولار للأوقية، وهو ما يعادل زيادة بنسبة 2.5%، لتصل إلى 3311.30 دولار للأوقية تسليم الشهر الجاري، وقد جاءت هذه الزيادة مدفوعة بمجموعة من العوامل، وخاصة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام القادمة من أراضٍ أجنبية، والذي أثار مخاوف جديدة بشأن تصاعد الحروب التجارية بين الدول، تلك الخطوة دعمت الذهب باعتباره أحد أكثر الأصول أماناً في مثل تلك الفترات الاقتصادية غير المستقرة.

تراجع الدولار ينعش أسعار الذهب

يؤدي ضعف الدولار الأمريكي إلى دعم أسعار الذهب بشكل مباشر، حيث يعتمد الذهب في تقييمه على الدولار الأمريكي، ومع تراجع مؤشر قيمة الدولار بنسبة 0.1% في الآونة الأخيرة، ارتفعت جاذبية الذهب للمستثمرين، خاصة بعد تسجيل المعدن مستويات منخفضة في الأسبوعين الماضيين، إذ يعتبر الدولار والذهب من الأصول المتنافسة في أوقات الأزمات، وكلما ضعف الدولار ازداد الإقبال على الذهب باعتباره الوسيلة الأكثر أمانًا لتخزين الثروة.

دعم المؤشرات الاقتصادية لنمو أسعار الذهب

أصدر معهد إدارة الإمدادات الأمريكي تقريره الأخير الذي كشف عن نمو غير متوقع في قطاع الخدمات الأمريكي خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، حيث ارتفع مؤشر مديري مشتريات الخدمات إلى 51.6 نقطة مقارنة بـ50.8 في الشهر السابق، مؤشراً إلى نمو النشاط الاقتصادي بصورة أكبر من المتوقع، دعم هذا الأمر الزيادة المطردة في أسعار الذهب، إذ غالباً ما يكون نمو الأسواق مدفوعاً بمخاوف مستثمري الأسهم التي تنتقل بشكل تلقائي إلى الذهب.

مع استمرار تنوع المؤثرات الاقتصادية والسياسية، ستظل أسعار الذهب محط اهتمام بارز للمتابعين والمستثمرين في الأسواق المالية، حيث تعكس التحولات في الطلب على المعدن الأصفر تطورات ثقة الأسواق تجاه مختلف الأزمات المتزايدة عالمياً، لذا فإن متابعة تطورات المؤشرات الاقتصادية والتجارية ستبقى من العوامل الحاسمة في توقع حركة أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة.