انخفاض أسعار النفط 1% مع تباحث ترامب وبوتين حول إنهاء الحرب في أوكرانيا وتأثيرها الاقتصادي

شهدت أسعار النفط تراجعًا واضحًا في تعاملات يوم الثلاثاء، مقارنة بالجلسات السابقة، نتيجة لأحداث سياسية واقتصادية واسعة التأثير. جاءت الانخفاضات بعد مكالمة هاتفية جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث ناقشا جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا، ما أثار توقعات بإزالة بعض العقوبات على صادرات النفط الروسية. في المقابل، دعمت مخاوف عدم الاستقرار في الشرق الأوسط الطلب على النفط خلال الأيام السابقة.

تراجع أسعار النفط وتأثير الاجتماعات الدولية

تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.72% لتصل إلى 70.56 دولار للبرميل، في حين انخفض الخام الأمريكي بنسبة 1.01% مسجلًا 66.90 دولار. يعتقد خبراء أن استئناف الصادرات الروسية للطاقة بعد وقف العقوبات قد يستغرق وقتًا طويلًا، مما يحد من تأثير أي تخفيف محتمل للعقوبات على الأسواق العالمية. لكنهم يؤكدون أن إزالة القيود لن تعني بالضرورة انخفاضًا مستدامًا في أسعار النفط.

وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، بلغ متوسط إنتاج روسيا من النفط الخام خلال العام الماضي حوالي 9.2 مليون برميل يوميًا، متراجعًا مقارنة بعام 2022. في المقابل، تواصل إيران إنتاجها عند مستويات 3.3 مليون برميل يوميًا بحسب توقعات عام 2024.

التوترات الجيوسياسية ومستقبل الإمدادات

في السياق الجيوسياسي، توعدت الولايات المتحدة بتصعيد العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن لمنع أي تهديد للملاحة الدولية في البحر الأحمر. كما أشارت إلى أنها ستتعامل بحزم مع إيران لأي دعم مقدّم للحوثيين. بالتزامن، شن الجيش الإسرائيلي غارات على قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط مئات الضحايا، في موجة عنف هي الأكبر منذ وقف إطلاق النار.

الأنشطة الاقتصادية وتأثيرها على الطلب

من جانب آخر، دفعت خطط التحفيز الاقتصادي في الصين وألمانيا إلى ارتفاع الآمال بزيادة الطلب على النفط. ففي ألمانيا، تم الإعلان عن ميزانية استثنائية لدعم الاقتصاد. أما في الصين، فقد حققت مبيعات التجزئة نموًا إيجابيًا خلال بداية العام، رغم المخاوف من معدلات البطالة العالية. من ناحية أخرى، جاءت تقارير منظمة التعاون الاقتصادي لتنبه بخطر الرسوم الجمركية الأمريكية على التجارة العالمية، وتأثيراتها المحتملة على الطلب العالمي على الطاقة.

هذا التوتر بين العوامل المختلفة يجعل مستقبل أسعار النفط موضوعًا يحتاج للمراقبة الحثيثة، خاصة في ضوء المستجدات السياسية والاقتصادية.