“النفط يتراجع”.. هل تغرق زيادة إمدادات أوبك+ الأسواق العالمية؟

شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا مع بداية الأسبوع الحالي، حيث هبط خام برنت بنسبة 4.6% ليستقر عند 58 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط إلى 56 دولارًا، ويأتي هذا الانخفاض وسط قلق متزايد من تخمة المعروض العالمي بعد إعلان أوبك+ عن زيادة جديدة وكبيرة في الإنتاج في وقت يواجه فيه الطلب العالمي تحديات إضافية.

انخفاض أسعار النفط بسبب قرار أوبك+ بزيادة الإنتاج

أدت قرارات أوبك+ الأخيرة إلى هبوط أسعار النفط بشكل واضح بعد اجتماع المجموعة يوم السبت الماضي، حيث تم الاتفاق على زيادة تتجاوز 400 ألف برميل يوميًا خلال يونيو، وهي خطوة تكررت للشهر الثاني على التوالي بعد قرار مفاجئ بإعادة ثلاثة أضعاف الكمية المخطط لها لشهر مايو، وأدى ذلك إلى تراجع أسعار النفط رغم أن الهدف كان مواجهة الإفراط في الإنتاج من بعض الدول مثل كازاخستان.

هذا التحول الاستراتيجي من قبل التحالف بقيادة السعودية وروسيا جاء على حساب حصتهم السوقية، مما أتاح المجال لشركات النفط المستقلة للهيمنة على السوق، وقد أكد مندوبون أن السعودية ألمحت إلى استمرار هذه الزيادات خلال الأشهر المقبلة، ما زاد من ضغوط البيع ودفع الأسعار إلى مستويات منخفضة لم تشهدها منذ أربع سنوات تقريبًا.

تداعيات اقتصادية لهبوط أسعار النفط في 2025

تسبب الانخفاض الأخير في أسعار النفط في موجة واسعة من القلق الاقتصادي، حيث أشار المحللون إلى أن السوق بات يعاني من فائض في المعروض يصعب امتصاصه، وقال أجاي بارمار من ICIS إن الزيادة التي أقرتها أوبك+ غير قابلة للاستيعاب بسهولة خاصة في ظل تراجع نمو الطلب نتيجة الحرب التجارية والتوترات العالمية.

1. خفض مورجان ستانلي توقعاته لخام برنت إلى 62.50 دولارًا للبرميل للربعين الثالث والرابع من 2025.
2. قلصت جولدمان ساكس أيضًا تقديراتها نتيجة الضغوط المستمرة على السوق.
3. أشار تقرير حديث إلى أن التراجع في الأسعار قد يعزز من قدرة البنوك المركزية على التحكم في معدلات التضخم.

وقد رصد السوق تغيرًا في فارق سعر خام برنت بين شهري سبتمبر وأكتوبر، حيث انتقل إلى وضعية “كونتانجو”، ما يعكس توقعات بتخمة أكبر في المعروض خلال الفترة المقبلة، وهي إشارة واضحة إلى أن السوق يستعد لمزيد من الهبوط إذا استمرت هذه السياسات الإنتاجية الحالية.

تأثير أسعار النفط على العلاقات السياسية والتجارية

من ناحية سياسية، رحّب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانخفاض أسعار النفط، مشيدًا بخطوات أوبك+ التي طالبها سابقًا بزيادة الإنتاج للحد من أسعار الطاقة، كما تعمل السعودية على تعزيز علاقاتها مع واشنطن في ظل محادثات جارية حول الاتفاق النووي مع إيران، خصمها الإقليمي وعضو أوبك.

على صعيد الحرب التجارية، صرح ترامب مؤخرًا بإمكانية خفض الرسوم الجمركية على الصين في المستقبل القريب بهدف إعادة تنشيط التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم، إلا أنه استبعد إجراء أي محادثات مباشرة مع نظيره الصيني خلال هذا الأسبوع.

في الختام، يظهر أن أسعار النفط تواجه مرحلة معقدة من الضغوط المزدوجة بين قرارات أوبك+ بزيادة الإنتاج والتباطؤ الاقتصادي العالمي الذي يحد من نمو الطلب، ما يستدعي مراقبة دقيقة للتطورات المقبلة التي قد ترسم ملامح السوق خلال الفترة القادمة.