«سيول جارفة» تتسبب في فقدان شخص بالحسا.. واستمرار عمليات البحث المكثفة

تعاني منطقة الحسا بمحافظة الطفيلة من كارثة طبيعية تمثّلت في جرف السيول لطفل أثناء رعيه للأغنام بعد موجة أمطار غزيرة شهدتها المنطقة، مما دفع فرق الإنقاذ والدفاع المدني في الطفيلة، بالتعاون مع شرطة الإقليم، لتكثيف عمليات البحث. وبرغم الصعوبات التي واجهتها الفرق إلا أنها تواصل محاولاتها وسط تضاريس معقدة، متضمنة بركاً مائية وتكتلات طينية عميقة.

جهود الإنقاذ المستمرة في الحسا لمواجهة السيول

فرق الإنقاذ في الطفيلة تسعى جاهدة لتحديد موقع الطفل المفقود الذي جرفته السيول نتيجة الهطول المطري الغزير الذي ضرب المنطقة، ويواجه المنقذون تحديات هائلة تتعلق بالطبيعة الجغرافية الوعرة، إذ تصل أعماق البرك المائية إلى 20 متراً، ولهذا اضطرت الفرق إلى الاستعانة بالقوارب لتوسيع دائرة البحث، إضافة إلى استخدام معدات متطورة للتعامل مع ظروف الطين المتراكم والمياه الجارية التي تعيق التمشيط اليدوي، ولكن هذه الجهود جاءت مدعومة من جهات حكومية عديدة لتسريع العملية وإنقاذ الوضع قبل فوات الأوان.

أضرار السيول وتأثيرها على منطقة الطفيلة

الهطولات المطرية الغزيرة لم تكن عادية، فقد أدت إلى تشكّل سيول جارفة في وادي الحسا والمناطق المحيطة، ما تسبب بجرف الأتربة والحجارة التي تكدست فوق الطرقات، وتعطّلت حركة المرور بشكل مؤقت حتى تمكنت فرق الأشغال والبلديات من التدخل وفتح الطرقات المغلقة. ووفقاً لتصريحات محافظ الطفيلة الدكتور عمر الزيود، فإن الأوضاع بدأت تعود تدريجياً إلى طبيعتها، مع استمرار متابعة الأجهزة المعنية لأي مستجدات قد تحدث نتيجة التقلبات الجوية التي لا تبدو أنها ستنتهي قريباً.

الإيجابيات البيئية للأمطار في الطفيلة

على الرغم من الأضرار والخسائر التي تسببت بها السيول، إلا أن هناك زاوية إيجابية لها؛ إذ سيسهم الهطول الغزير في تعزيز المخزون المائي الجوفي، كما أكد مدير زراعة الطفيلة المهندس طارق العبيديين، فمن المتوقع أن تتحسن المراعي الطبيعية ويتوفر الغطاء النباتي بصورة أوسع خلال الأشهر القادمة، ما قد يعود بالفائدة على المزارعين الذين يعانون من أعباء استيراد الأعلاف، وسيصبح بإمكانهم الاعتماد على الموارد الطبيعية المحلية لمواشيهم اختصاراً للتكاليف المادية وتحقيقاً للاستدامة الزراعية.

الطرقات الآن أصبحت سالكة بعد تدخل فرق الأشغال بفضل الاستعدادات المسبقة، مثل فتح وتنظيف العبارات وجهوزية المعدات، لكن تداعيات سوء الأحوال الجوية دفعت السلطات لتوجيه نداءات مستمرة للمواطنين لأخذ الحيطة، فالابتعاد عن مجاري الأودية والمناطق المنخفضة يمكن أن يسهم في الحفاظ على الأرواح ويلعب دوراً في تقليل الخسائر الممكنة جراء الأحوال الجوية.