«ارتفاع مفاجئ» لأسعار الذهب مع تراجع الدولار وترقب قرار الفيدرالي الأميركي

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً اليوم، مدعومة بالتراجع الطفيف في قيمة الدولار الأمريكي، بينما يتابع المستثمرون تطورات السياسة النقدية الفيدرالية ونتائج المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، مما يعزز من أهمية الذهب كملاذ آمن في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية، إلى جانب ارتفاع أسعار المعادن النفيسة الأخرى.

أسعار الذهب وتأثير الدولار

ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% لتسجل 3258.16 دولاراً للأونصة، كما زادت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 0.6% لتصل إلى 3263.00 دولاراً للأونصة، ويأتي هذا الارتفاع مدفوعاً بتراجع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.1% أمام سلة العملات الرئيسية، مما عزّز من جاذبية الذهب أمام المستثمرين الذين يتمتعون بعملات غير الدولار، حيث يلعب انخفاض الدولار دوراً كبيراً في دعم أسعار الذهب، باعتباره يقلل تكلفته للمستثمرين الأجانب.

يعكس ارتفاع أسعار الذهب حالة من الترقب والقلق لدى الأسواق المالية العالمية، التي تنتظر الوضوح بشأن التوجهات الاقتصادية، لا سيما ما يتعلق بالمحادثات التجارية والتغيرات المتوقعة في السياسة النقدية للفيدرالي الأميركي، فالنقاشات الجارية بين الوفدين الأميركي والصيني تظهر إشارات إيجابية بشأن تقليص القيود الجمركية، وفقاً لبيانات صدرت عن وزارة التجارة الصينية.

تأثير التوظيف والسياسة النقدية على أسعار الذهب

أعلنت وزارة العمل الأميركية عن بيانات قوية لسوق العمل، حيث تمت إضافة عدد وظائف يفوق التوقعات خلال شهر أبريل، بينما استقر معدل البطالة عند 4.2%، وهو مؤشر مهم يعكس استمرار قوة سوق العمل الأميركي، وتساهم هذه البيانات في تخفيض احتمالات خفض الفائدة في الوقت القريب، وهو ما يُسلط الضوء على تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول والدعوة إلى مراقبة أي تغييرات قادمة حول معدلات الفائدة.

شهدت الأسواق أيضاً بعض القلق بسبب وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرئيس الفيدرالي بـ”المتصلب”، مع تأكيده على عدم عزله قبل انتهاء مدته في عام 2026، حيث يمكن أن تؤثر هذه التوترات السياسية في اتجاهات الاستثمار، مع قيام الفيدرالي بمراجعة السياسة النقدية المرتبطة بأسعار الفائدة، وهي واحدة من أبرز العوامل التي تؤثر بشكل كبير على مستويات الطلب العالمي على المعادن النفيسة.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

لم يقتصر الارتفاع على الذهب وحده، بل شهدت المعادن النفيسة الأخرى تغييرات ملحوظة، حيث ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1٪ لتبلغ 32.02 دولاراً للأونصة، بينما سجل البلاتين تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.5٪ ليصل إلى 954.88 دولاراً، وكذلك انخفض البلاديوم بنسبة 0.2٪ إلى 951.36 دولاراً، مما يعكس التباين المستمر بين أداء هذه المعادن بسبب تغيير الأسعار العالمية والعرض والطلب.

علاوة على ذلك، تتجه أنظار المستثمرين إلى عودة الأسواق الصينية للعمل مجدداً بعد عطلة عيد العمال، حيث تسهم الأسواق الآسيوية، ولا سيما الصينية، بدور مركزي في تشكيل الطلب العالمي على الذهب والمعادن النفيسة الأخرى، وهو ما سيؤثر بالتأكيد على التوجهات السعرية خلال الأيام المقبلة.