«ارتفاع تاريخي» أسعار الذهب تقفز بسبب الدولار الضعيف وتوازن سوق العمل

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا اليوم الاثنين بفضل انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي مما جعل المعدن النفيس أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين؛ يأتي ذلك في ظل ترقب الأسواق العالمية لما سيقرره مجلس الاحتياطي الفيدرالي لاحقًا بشأن أسعار الفائدة، إضافة إلى انتظار مستجدات السياسة التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين. الارتفاع الطفيف في أسعار الذهب يعكس حالة من الترقب وسط عدد من العوامل الاقتصادية المؤثرة على السوق.

ارتفاع سعر الذهب مدعوم بتراجع الدولار الأمريكي

سجلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 0.2% لتصل إلى 3245.01 دولار للأوقية حسب أحدث البيانات بينما صعدت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.3% لتبلغ 3252.00 دولار للأوقية، ويأتي ذلك في وقت شهد فيه مؤشر الدولار الأمريكي انخفاضًا بنسبة 0.1% أمام العملات الأخرى مما ساهم في زيادة الطلب على الاستثمار في الذهب كملاذ آمن لحاملي العملات الأجنبية، كما أن حالة التوترات التجارية بين واشنطن وبكين تدعم الطلب على الذهب خلال الفترة الحالية، إذ أكدت الصين استعدادها للتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم التجارية.

قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها على أسعار الذهب

تلعب سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي دورًا مهمًا في تحديد توجه سوق الذهب حيث أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا إلى دعمه المستمر لخفض أسعار الفائدة وهو ما يعزز احتمالية زيادة الإقبال على الذهب، إلا أن البيانات الاقتصادية الأمريكية أظهرت قوة سوق العمل مع ارتفاع عدد الوظائف بأكثر من المتوقع واستقرار معدل البطالة عند 4.2% مما قلل من توقعات السوق بشأن خفض وشيك لأسعار الفائدة، ومع ذلك، تبقى القرارات المستقبلية للبنك المركزي الأمريكي وخطابات مسؤوليه محور تركيز الأسواق هذا الأسبوع بما في ذلك سوق الذهب.

نظرة على أسعار المعادن النفيسة الأخرى

بجانب الزخم الإيجابي الذي شهده الذهب، سجلت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متفاوتة اليوم فقد ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 0.1% لتبلغ 32.02 دولار للأوقية بينما شهد البلاتين انخفاضًا بنسبة 0.5% ليصل إلى 954.88 دولار للأوقية وتراجع البلاديوم بشكل طفيف بنسبة 0.2% ليبلغ 951.36 دولار للأوقية، ومن المتوقع أن تستأنف الأسواق الصينية أنشطتها غدًا الثلاثاء بعد عطلة عيد العمال مما قد يؤثر على حركة التداول للعديد من هذه المعادن.

في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، يبقى الذهب والمعادن النفيسة انعكاسًا للتوترات والمخاوف المرتبطة بالاقتصاد والأسواق، لذا فإن أي تحولات في السياسة النقدية أو التجارية، سواء من مجلس الاحتياطي الفيدرالي أو الدول المتفاوضة، قد يكون لها تأثير ملحوظ على الأسعار في الأيام المقبلة.