«تركيا تحظر» تحليق طائرة نتنياهو في مجالها الجوي ضمن تصعيد جديد.

تتصاعد حدة التوترات بين تركيا وإسرائيل مجددًا، خاصة بعد التقارير التي أفادت برفض تركيا منح الطائرة الرسمية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإذن للتحليق فوق مجالها الجوي أثناء توجهه إلى أذربيجان، حيث أكدت وزارة الخارجية التركية أن هذه الادعاءات غير صحيحة بالكامل ولم يتم تلقي أي طلب رسمي من الجانب الإسرائيلي، ما يعكس توترًا دبلوماسيًا بين البلدين في وقت حساس.

تركيا ترفض طائرة نتنياهو التحليق فوق مجالها الجوي

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كتشالي، أن بلاده لم تمنح أي إذن للطائرة الرسمية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرور عبر الأجواء التركية، نافيًا صحة ما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن هذا الأمر، وتأتي هذه التصريحات في ظل الترتيبات الخاصة بزيارة نتنياهو إلى أذربيجان، التي من المقرر أن تمتد لخمسة أيام وتشهد تطورات سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة، الأمر الذي يؤكد وجود توتر متصاعد بين أنقرة وتل أبيب.

ومن جانبها، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية عن نية رئيس الوزراء الإسرائيلي التوجه إلى أذربيجان الأربعاء لإجراء سلسلة من اللقاءات الرسمية، ومع ذلك، يبدو أن القرار التركي قد أثار جدلًا واسعًا حول تأثير رفض الإذن على مسار الرحلة، حيث يشير مراقبون إلى أن علاقات البلدين ربما تشهد أزمات أعمق من المتوقع.

إلغاء زيارة هرتسوغ بسبب الأجواء التركية

لم تكن أزمة طائرة نتنياهو هي الوحيدة البارزة، حيث شهدت أحداث أخرى تتعلق بإلغاء زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى أذربيجان، التي كان من المفترض أن يحضر خلالها مؤتمرًا دوليًا معنيًا بالمناخ، حيث ألغيت الزيارة بعد رفض تركيا مرور طائرته عبر مجالها الجوي، ما أثار تكهنات حول تعثر التنسيق السياسي بين البلدين، وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن تبرير إسرائيل للإلغاء بأسباب أمنية لم يكن ذا قبول لدى الجانبين الأذري أو المتابعين السياسين.

التوتر الدبلوماسي هذا يعكس مرحلة جديدة من الاحتقان في العلاقات التركية الإسرائيلية، وسط تراجع واضح في مستوى التقارب الذي حاول الطرفان تحقيقه سابقًا من خلال جهود التطبيع، إلا أن هذه الأحداث الأخيرة تشير إلى احتمالية استمرار هذه الأزمات دون حلول وشيكة.

العلاقات المتدهورة بين أنقرة وتل أبيب

شهدت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب توترًا ملحوظًا على مدار السنوات الأخيرة، تتجلى ملامحه في ملفات حساسة، مثل السماح لحركتين كحماس والجهاد الإسلامي بأنشطة في المنطقة، والتي تعتبرها إسرائيل تهديدًا مباشرًا لمصالحها، بالإضافة إلى المواقف المتباينة حول النفوذ الإيراني والإقليمي للبلدين، ما يعكس فجوة كبيرة في التفاهمات السياسية والأمنية.

وفي سياق متصل، تؤكد هذه التطورات أن القضايا الجانبية، مثل عبور الطائرات الرسمية، تحمل في طياتها رمزية أعمق تتعلق بالتوجهات الدبلوماسية لكلا الطرفين، وتجدر الإشارة إلى أن هذا التوتر قد يترك آثاره السلبية على ملفات التعاون الأخرى، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية التي حاول البلدان تعزيزها خلال الأعوام الأخيرة.