ترامب يؤكد: سأواصل القيادة كرئيس للولايات المتحدة لمدة 8 سنوات

يسعى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دائمًا إلى أن يكون في دائرة الجدل بعد تصريحاته المثيرة، فقد أثار حديثه عن الرغبة في ولاية ثالثة تساؤلات حول إمكانية تحقيق ذلك رغم القيود الدستورية المفروضة، حيث أشار ترامب إلى وجود طرق أخرى يمكن بها تجاوز التعديل 22 بالدستور الذي يمنع تولي الرئاسة لأكثر من مدتين، مما دفع النقاشات في الأوساط السياسية والاجتماعية إلى التركيز على هذه القضية.

موقف دونالد ترامب من الترشح لولاية ثالثة

في مقابلة مع شبكة “إن بي سي نيوز”، أكد دونالد ترامب أن فكرة الترشح لولاية ثالثة تعد موضوعًا مثيرًا ولكنه أشار إلى أن الوقت لا يزال مبكرًا جدًا لاتخاذ قرار بهذا الشأن، كما طرح ترامب احتماليات مختلفة لتخطي العائق الدستوري بما في ذلك الاعتماد على نائب الرئيس أو التفكير في خيارات أخرى دون الكشف عن تفاصيل محددة، وقد أضاف أن حبه للعمل وما وصفه بشعبيته العالية قد يشجع الأمريكيين على قبول هذه الخطوة غير المسبوقة.

ومع ذلك، فإن موقفه هذا يتعارض مع تصريح سابق من البيت الأبيض على لسان المتحدثة كارولين ليفيت التي أكدت أن ترامب لا يفكر جديًا في الترشح لفترة ثالثة، مما يضع تناقضًا يثير التساؤلات حول جدية هذا النقاش ومدى ارتباطه بالواقع الأمريكي والسياسي.

العائق الدستوري أمام رئاسة الولايات المتحدة

يشكل التعديل 22 من الدستور الأمريكي الذي أُضيف في عام 1951 حاجزًا قانونيًا قويًا أمام الرغبة الفردية في تولي منصب الرئاسة لأكثر من فترتين متتاليتين، وقد جاء هذا التعديل بعد تولي الرئيس فرانكلين روزفلت للمنصب لأربع فترات متتالية مما أثار مخاوف من احتمالية استغلال السلطة بشكل يضر بالديمقراطية الأمريكية، وينص التعديل بوضوح على أن “لا يجوز انتخاب أي شخص لمنصب الرئيس أكثر من مرتين”.

يأتي تصريح ترامب بأنه قد يبحث عن “طرق أخرى” لتجاوز هذا التعديل كإشارة إلى احتماليات غير تقليدية، كأن يتولى نائب الرئيس الرئاسة لفترة مؤقتة ما يسمح بإعادة تعيينه أم بطرق أخرى غير مفهومة للجمهور، ولكن الطرح يبقى غير واضح ومثير للجدل.

رأي الجمهور وتداعيات التصريحات

من المعروف أن المجتمع الأمريكي يُبدي انقسامًا كبيرًا حول شخصية دونالد ترامب، حيث يرى مؤيدوه أنه الرجل الذي يمثل تطلعاتهم في القيم والسياسات، بينما ينتقده آخرون بشدة لمواقفه وتصريحاته التي يعتبرونها تسعى لتركيز السلطة، وتأتي تصريحاته الأخيرة لتثير جدلًا أوسع حول إمكانية تحوير الديمقراطية الأمريكية لتتناسب مع طموحات فردية.

أشار ترامب في تصريحاته إلى أن شعبيته قد تكون سببًا رئيسيًا لدعمه جماهيريًا إذا ما قرر السعي لولاية ثالثة، إلا أن الجدال العام يركز حاليًا على ما إذا كانت تصرفاته تعد سابقة خطيرة قد تضعف المبادئ الديمقراطية الراسخة والتي تؤكد على تداول السلطة بشكل منتظم، مما يجعل النقاش يدور حول أهم قيم النظام السياسي الأمريكي الحديث.