«التوترات الروسية».. هل تدفع أسعار الذهب للارتفاع بعد الهبوط الأخير؟

شهدت أسعار الذهب، محليًا ودوليًا، تذبذبًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة بسبب تأثير متعدد العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، حيث انخفضت الأسعار مدفوعة بتهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وانخفاض قيمة الدولار عالميًا، لكن مع التصاعد المحتمل للأحداث بين روسيا وأمريكا، قد تعاود أسعار الذهب اتجاهها التصاعدي الذي اعتاد عليه السوق خلال الفترات السابقة.

أسباب انخفاض أسعار الذهب في السوق المحلي

شهدت أسواق الذهب المحلية تراجعًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة نتيجة انخفاض الأسعار العالمية، وهو ما أكده رئيس شعبة الذهب والمجوهرات، هاني ميلاد، موضحًا أن الانخفاض بدأ تدريجيًا من منتصف الأسبوع الماضي، حيث سجل الذهب عيار 21 قرابة 4950 جنيهًا، لكنه تراجع لاحقًا إلى 4650 جنيهًا. يأتي هذا التراجع في ظل توقعات بعض الخبراء بزيادة الإقبال على الشراء بسبب احتمالية ارتفاع الأسعار من جديد مع نهايات العام الجاري، خاصة أن الذهب يُعتبر استثمارًا آمنًا في ظل الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية.

تطورات أسعار الذهب عالميًا

على المستوى العالمي، يسجل سعر أونصة الذهب تذبذبًا ملحوظًا، حيث انخفضت من 3350 دولارًا إلى 3245 دولارًا خلال الأسبوع الماضي نتيجة عمليات التصحيح في السوق بعد الارتفاعات المتتالية. يُرجع الخبراء هذه التطورات إلى عوامل مؤثرة مثل الهدوء النسبي في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أدى إلى تخفيف الضغط على الأسواق، بالإضافة لتحسن بسيط في أداء الدولار عالميًا. التوترات الجيوسياسية الأخرى، مثل الصراع المتصاعد بين روسيا والولايات المتحدة، قد تعيد دفع الأسعار نحو الارتفاع عالميًا ومحليًا.

توقعات بارتفاع أسعار الذهب في المستقبل

يرى خبراء المال والاقتصاد أن أسعار الذهب محليًا ودوليًا قد تسجل ارتفاعًا جديدًا في الفترة المقبلة بالتزامن مع صعود الأسعار العالمية، خاصة إذا اشتدت التوترات التجارية والجيوسياسية. بحسب واصف أمين، رئيس شعبة الذهب الأسبق، فإن انخفاض قيمة الدولار عالميًا، إلى جانب التقلبات السياسية والسياسات التجارية بين الولايات المتحدة ودول أخرى، قد تكون الدافع الرئيسي لهذا الارتفاع المتوقع. يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا للاستثمار خلال الأزمات الكبرى التي تؤدي إلى هروب المستثمرين من الأسواق غير المستقرة.

في النهاية، العوامل المؤثرة على أسعار الذهب تشمل تقلبات الدولار والأسواق العالمية بالإضافة إلى التطورات الجيوسياسية، ويُنصح المستثمرون بمتابعة الأخبار الاقتصادية جيدًا لاتخاذ القرارات الأنسب فيما يتعلق باستثمار الذهب.