أسعار الذهب تشهد ارتفاعًا مع تراجع الدولار بفعل مخاوف بشأن الرسوم الجمركية

شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا ملحوظًا مع تراجع الدولار، حيث يبحث المستثمرون عن الملاذات الآمنة وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وزيادة المخاوف من ركود اقتصادي عالمي وشيك. وسجل الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا بنسبة 1.13% ليصل إلى 3017.41 دولار للأونصة، بينما ارتفعت العقود الآجلة في الولايات المتحدة بنسبة 1.58% لتصل إلى 3037.40 دولار، مما يعكس طلبًا متزايدًا على المعدن النفيس.

تأثير تراجع الدولار على أسعار الذهب

يؤدي انخفاض قيمة الدولار الأمريكي إلى زيادة الطلب على الذهب الذي يُسعّر بالدولار، حيث يصبح أكثر جاذبية للمستثمرين من حاملي العملات الأخرى. وجاء انخفاض الدولار بالتزامن مع التطبيق الرسمي للرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنسبة 104% على الواردات الصينية. هذا التصعيد التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم دفع الصين إلى الرد بحزم، متعهدة بمواجهة هذه الإجراءات بما وصفته “مقاومة حتى النهاية”.

الذهب يحقق مكاسب تاريخية

في الآونة الأخيرة، تمكن الذهب من تحقيق مكاسب غير مسبوقة، إذ سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3167.57 دولار للأونصة في الثالث من أبريل الجاري. ويرى بعض المحللين أن هذا الصعود يذكر بالقفزات التاريخية التي حققها الذهب خلال أزمات اقتصادية وسياسية عالمية، مثل أزمة عام 1980 أثناء الثورة الإيرانية.

وبالإضافة لذلك، شهدت صناديق الاستثمار المرتبطة بالذهب تدفقات قوية خلال الربع الأول من العام، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. وأظهرت هذه التدفقات اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين بالتحوط ضد المخاطر الاقتصادية العالمية.

ترقب الأسواق لسياسات الفيدرالي

تتجه الأنظار نحو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث ينتظر المستثمرون محضر اجتماعاته الأخيرة وبيانات التضخم. ستؤثر هذه المعلومات على توجهات الأسواق حيال سياسة رفع الفائدة وتأثيرها على الذهب. فيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة بنسبة 0.1% لتبلغ 29.80 دولار، بينما سجل البلاتين والبلاديوم انخفاضات طفيفة بنسبة 0.4% و0.2% على التوالي.

• المعادن النفيسة ملاذ آمن للمستثمرين
• تغير قيمة الدولار يؤثر مباشرة على الطلب على الذهب
• الأزمات العالمية تدفع المعادن الثمينة إلى مستويات قياسية

تظل توقعات أسعار الذهب قيد البحث مع استمرار الضبابية في الاقتصاد العالمي، ما يجعل من المعدن النفيس خيارًا مفضلًا للمستثمرين الباحثين عن الأمان.