«سجن كبير».. وكيل صعدة يكشف تحول المحافظة إلى معاناة إنسانية كبرى

تواجه محافظة صعدة اليمنية واقعًا مأساويًا في ظل سيطرة مليشيا الحوثي التي حولت المحافظة إلى “سجن كبير” وفق تصريحات وكيل المحافظة في الحكومة اليمنية الشرعية علي الحماطي، حيث يعاني المواطنون من انتهاكات إنسانية وقمع ممنهج يهدف إلى تقييد حريتهم وفرض نظام قمعي صارم، مما أدى إلى مأساة إنسانية مستمرة وبعيدة عن أنظار العالم.

محافظة صعدة تحت قبضة مليشيا الحوثي

تعتبر محافظة صعدة المعقل التاريخي لمليشيا الحوثي التي فرضت سيطرتها الكاملة على المنطقة بأساليب قمعية، حيث يتم قمع كل من يعارضها أو يعبر عن آرائه الحرة، أو يتمسك بهويته المستقلة، وأكد الحماطي أن مصير هؤلاء يكون بين الاختطاف القسري أو الإيداع في سجون سرية مكتظة، يخضعون فيها للتعذيب الجسدي والنفسي في غياب أي رقابة حقوقية أو قانونية، مما حوّل الحياة هناك إلى جحيم بارد يعيث فيه الرعب والفقر والجوع.

حملة اعتقالات جديدة تزيد المعاناة

شهدت صعدة مؤخرًا تصعيدًا جديدًا تمثل في حملة اعتقالات جماعية نفذتها مليشيا الحوثي، مستهدفةً عشرات المدنيين في مختلف مديريات المحافظة، ووفقًا لما ذكره الحماطي، فإن المليشيا قامت بنقل المعتقلين إلى مواقع عسكرية تعرّض حياتهم للخطر كون هذه المواقع تُعد أهدافًا للهجمات الجوية، مدعية أن هؤلاء المدنيين متورطون في توفير إحداثيات للتحالف الدولي، وهو ما اعتبره الحماطي اتهامًا باطلًا لاستمرار حملات القمع الأمني.

دعوات للتحرك الدولي ومحاسبة مليشيا الحوثي

شدّد الحماطي على أن انتهاكات مليشيا الحوثي في صعدة ترقى إلى مستوى “جرائم ضد الإنسانية”، حيث تمثل هذه الجرائم خروقات جسيمة للاتفاقيات الدولية، بما في ذلك اتفاقيات جنيف التي تحظر هذه الممارسات، وأطلق دعوة للمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للتدخل العاجل وتوثيق هذه الانتهاكات، بهدف تقديم مرتكبي الجرائم للعدالة وإنهاء معاناة أهالي صعدة الذين يعيشون تحت وطأة الظلم بطابع من الصمت الدولي المخزي.

كما أكد الحماطي أن هذه الممارسات تسهم في إظهار محافظة صعدة كموقع للرفض الشعبي المكبوت، مشيرًا إلى أن غالبية المواطنين يعانون بصمت تحت قبضة المليشيا الأمنية التي تمنع حرية التعبير وتحارب أي محاولة للتحرر، لتُظهر للعالم زيف حقيقتها بأنها قلعة حاضنة ومؤيدة، بل على العكس هي رمز للمعاناة المخبأة والخوف الناتج عن القمع والترهيب، مؤكدًا على أهمية هزيمة هذه الآيديولوجية المتطرفة لإعادة المحافظة لحضن الوطن وللسير نحو سلام دائم.

في الختام، اختتم الحماطي بتجديد مناشدته للمجتمع الدولي، وخاصة لمنظمات حقوق الإنسان والدول الراعية للسلام، بضرورة التدخل الفوري لإنقاذ المدنيين في صعدة الذين يعيشون كضحايا لتلك الجرائم، داعيًا إلى توفير الحرية والكرامة والعدالة الإنسانية التي يستحقها أهالي المحافظة دون استثناء أو تمييز.