«تحذير صارخ» عبدالملك الحوثي: أمريكا إذا تألمت فاستعدوا للرد

شهد التاريخ الحديث أمثلة كثيرة لقادة توهموا قدرتهم على مواجهة قوى عظمى عبر ضربات خاطفة؛ مثلما فعلت اليابان حين هاجمت بيرل هاربور، حيث سعوا لإلحاق خسائر كبيرة دون تقدير ما قد يترتب على ذلك من رد فعل مدمر. اليوم، تظهر هذه المعادلة بوضوح في حالة عبدالملك الحوثي وجماعته، الذي يبدو أنه تجاهل المعطيات الإقليمية والدولية التي تُظهر تفوق القوة العسكرية واللوجستية الهائل للولايات المتحدة.

التوازن الاستراتيجي بين الحوثيين وأمريكا

التوازن العسكري بين الحوثيين وأمريكا يمكن وصفه بعدم التوازن المطلق؛ حيث تمتلك الولايات المتحدة ترسانة عسكرية كفيلة بتحييد أي تهديد يواجهها. يمكن للحوثيين تحقيق نجاحات تكتيكية صغيرة عبر استهداف أهداف أمريكية حساسة، ولكن تلك النجاحات غالبا ما تكون قصيرة الأجل وقد تؤدي في النهاية إلى تصعيد غير مسبوق. إذ أن استثارة عدو يمتلك قدرات فتاكة قد تُعرض اليمن بأكمله لدمار شامل يصعب التعافي منه، خاصة إذا أقدمت الولايات المتحدة على تنفيذ هجمات انتقامية موسعة.

عبدالملك الحوثي بين المخاطرة والانعزال

عبدالملك الحوثي والقادة الحوثيين يعتمدون استراتيجية الاختباء والتخفي، وهي استراتيجية أثبتت نجاحها في تأجيل القضاء عليهم حتى الآن. لكن تلك الاستراتيجية لن تحميهم إلى الأبد، خاصة مع تقدم التكنولوجيا الاستخبارية والأسلحة الدقيقة التي تستخدمها القوى العظمى. إلى جانب ذلك، فإن الاختباء خلق فجوة بين القيادة الحوثية والشعب اليمني، وجعل هذه القيادة تبدو كأنها معزولة عن الواقع الذي يعيشه اليمنيون، الذين يعانون بشكل يومي من تداعيات هذا النزاع المدمر.

الآثار الكارثية لتصعيد الحوثيين

التصعيد الحوثي قد يعرض البنية التحتية اليمنية لمزيد من الدمار، حيث أن استهداف أمريكا يعني أن الرد سيتجاوز قدرات الحوثيين ليطال المدنيين والبنية الاقتصادية للبلاد. الغارات الجوية القوية، أو حتى استخدام أسلحة تكتيكية، قد تُحدث أضرارا تستغرق عقودا لإصلاحها. إضافة إلى ذلك، فإن أي تصعيد جديد قد يوحد المجتمع الدولي ضد الحوثيين، مما سيؤدي إلى فرض مزيد من العزلة عليهم، وهو ما يعمّق معاناة اليمنيين اقتصاديا وسياسيا.

في النهاية، على الحوثيين إدراك أن تحقيق إنجاز تكتيكي لن يغير موازين القوى، بل سيؤدي إلى تصعيد مُدمّر، يدفع ثمنه بالأخص المدنيون اليمنيون. الفهم الدقيق لتبعات أفعالهم هو الخطوة الأولى لتجنب كوارث قادمة قد لا تقتصر آثارها على الحوثيين فقط، بل ستطال كل جوانب الحياة في اليمن وتحيل البلاد إلى ساحة دمار شامل.