تعد الصرخة أحد أهم أدوات الخطاب التعبوي التي يستند عليها الحوثيون في حملاتهم الأيديولوجية، حيث ارتبطت بنشر العقيدة السياسية للجماعة وتعبئة أتباعها في سياقات تؤدي إلى تعزيز الانقسام الداخلي وتأجيج الصراعات القومية والدينية. ومع ذلك، فإن الأصل التاريخي لهذا الشعار والتوظيف المستقبلي له، يكشف طبيعة الارتباط الإيديولوجي بالجماعات المتطرفة وبالدور الإيراني في المنطقة.
أصل الصرخة وتأثيرها في التعبئة الحوثية
الصرخة، التي تردد شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل واللعن على اليهود، ليست فكرة يمنية بحتة، بل مستوردة من إيران، حيث أطلقها أتباع الخميني قبل الثورة الإيرانية في 1978. قدم حسين بدر الدين الحوثي هذا الشعار إلى اليمن، وتم تكييفه ليصبح أداة تحشيدية تستهدف النظام والمجتمع في آن واحد. يعتبر الحوثيون الشعار غير قابل للنقاش ويتهمون من يرفضه بالعمالة لأعدائهم، مما جعله يتحول إلى وسيلة للتصنيف والتكفير في الداخل اليمني.
لماذا استفاد الحوثيون من هذا الشعار؟
اختار الحوثيون هذا الشعار تحديداً لأسباب متعددة، أولها جذب ولاء الفئة الموالية لهم، وثانيها المزايدة على النظام اليمني والمجتمع بحجة أنهم الوحيدون الذين يقفون ضد “الاستعمار الغربي” والهيمنة الأجنبية. في الحقيقة، يهدف الشعار إلى الالتفاف حول أهداف عنصرية مغلفة بطابع ديني وسياسي. كان الحوثي يستغل الصرخة كوسيلة تحشيدية واستقطاب سياسي واجتماعي مستفيداً من بساطة الجمهور المستهدف.
وظائف الصرخة ودورها في تفكيك المجتمع
الوظيفة | التأثير الناتج |
---|---|
التعبئة والتحشيد | تعزيز الولاء للجماعة وتأجيج الحماس الأيديولوجي |
التفرقة والتكفير | تصنيف المعارضين على أنهم “عملاء” أو “منافقون” |
الخداع والتضليل | إخفاء الأهداف الحقيقية للجماعة وتكميم الأفواه المعارضة |
من خلال هذا الشعار، رسم الحوثيون صورة وهمية عن عدو خارجي يتمثل بأمريكا وإسرائيل، في حين تم توجيه العداء الحقيقي نحو الحكومة اليمنية والشعب الذي يطالب باستقلال كامل عن الأجندات الخارجية.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تم استخدام الصرخة للإيهام بأنها “إعجاز إلهي”، مما أدى إلى ترسيخ الفكرة بين الأتباع على أنها جزء من العقيدة وليس مجرد أداة سياسية. وبذلك، وظف الحوثي نصوصاً وتأويلات دينية غالباً ما تتسم بالإسقاط المضلل بغرض إقناع الأتباع بأن الصرخة واجبة.
تداعيات الصرخة على الواقع اليمني
منذ أن دخل هذا الشعار إلى اليمن، تدهور الوضع بشكل غير مسبوق وتفشي الفقر والحروب الداخلية. بينما يردد المقاتلون صرخة الموت، تشهد البلاد انهياراً اقتصادياً ونزوح ملايين المدنيين وعودة للأفكار المناهضة للسلام والتعايش الوطني. كما أدى تقديس الشعار إلى خلق جيل جديد يعتبر العنف والانقسام جزءاً من الواقع الطبيعي.
إن الصرخة لم تُحدث أي أذى حقيقي لأعداء الحوثي الذين يسعون لاظهارهم كأهداف، لكنها كانت السبب وراء افتعال الحروب التي أضرت بشدة بالمجتمع اليمني من الداخل. ارتبطت الصرخة، إلى جانب أطروحاتها، بإضعاف الدولة الوطنية وفتح أبواب التدخل الخارجي، ما جعل اليمن ساحة للصراع ونفوذ قوى أجنبية.
في النهاية، تتحول الصرخة عند أنصارها إلى عبء فكري يؤطر حياتهم في دائرة الصراع المستمر، بينما تزداد الأوضاع تدهوراً على الصعيدين السياسي والاجتماعي. هل يمكن لليمن أن يتجاوز مخاطر هذا الشعار وتداعياته؟ الإجابة تتطلب وعياً جمعياً يدرك حقيقة أن الصرخة ليست سوى أداة للارتهان والتبعية، ويلزم وجود تكاتف شعبي لإبعاد اليمن عن دائرة هذه الدوامة الكارثية.
فرصتك النهارده: جامعة جنوب الوادي تبدأ فعاليات اللقاء الحواري مع الشباب والرياضة
«ارتفاع كبير» في أسعار المواشي المحلية بالعاصمة عدن اليوم الجمعة 25 أبريل
سعر الدولار اليوم أمام الجنيه في البنوك المصرية الخميس 10 أبريل 2025
شوف الآن: معلق مباراة ريال مدريد وآرسنال في إياب ربع نهائي الأبطال
حقك تحوش ذهب.. أسعار الذهب اليوم في مصر وعيار 21 بالمصنعية
فرصة ذهبية: تسجيل بيانات العمالة غير المنتظمة بسهولة عبر موقع الوزارة
بجد حكاية.. سعر الكتكوت الأبيض والفراخ النهارده السبت 19/4/2025 في مصر
العد التنازلي.. موعد صرف راتب مايو 2025 العراق للمتقاعدين وطريقة الاستعلام عن الرواتب