«تهديد خطير» يواجه الجيش الياباني.. تعرّف على أسبابه وتداعياته المستقبلية

اليابان، الدولة المتطورة والمعروفة عالميًا بقوتها التقنية والاقتصادية، تواجه تحديات سكانية هائلة تعيق خططها التنموية، وخاصة في المجال الدفاعي. ورغم الجهود المبذولة، إلا أن البلاد تكافح للسيطرة على تراجع معدلات الولادة وارتفاع نسبة الشيخوخة، وهي عوامل حساسة تهدد أمنها القومي وقدرتها على تعزيز دورها كقوة عظمى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

الأزمة السكانية في اليابان وتأثيرها على الجيش

في ظل تدهور معدلات الولادة في اليابان، وصل عدد المواليد إلى نحو 721 ألف مولود فقط في عام 2024، مما يُظهر تراجعًا كبيرًا مقارنة بأعداد الوفيات التي قاربت 1.6 مليون شخص. هذه الأزمة السكانية تترك آثارًا خطيرة على قدرة البلاد على توفير العدد الكافي من المجندين للقوات الدفاعية الذاتية، حيث أن المجتمع الياباني يشهد شيخوخة متسارعة تجعل من المستحيل تقريبًا على الجيش الياباني تحقيق أهدافه في التجنيد. علاوة على ذلك، تشهد القوات المسلحة اليابانية تفاوتًا كبيرًا في الكفاءة مقارنةً بخصومها مثل الصين وكوريا الشمالية، ما يُثير القلق بخصوص جهوزيتها في حال اندلاع صراع إقليمي.

التحديات الاقتصادية والميزانية الدفاعية

تُشكل النفقات الضخمة المرتبطة بأنظمة الرعاية الاجتماعية عبئًا ثقيلًا على الاقتصاد الياباني في ظل تقلص عائدات الضرائب الناتج عن انخفاض عدد السكان. تمتلك اليابان خطة متقدمة لزيادة ميزانيتها الدفاعية لتصبح 2% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2027، مع ذلك فإن استمرار الأعباء الاقتصادية المرافقة للعناية بكبار السن يضع ضغطًا إضافيًا على الموارد المالية؛ مما يضعف قدرة البلاد على إثراء قطاع الدفاع أو تمويل ابتكارات تكنولوجية حيوية مثل صناعة الرقائق الإلكترونية. وتعد هذه الابتكارات ضرورية لتعزيز إمكانياتها الدفاعية، لكن نقص المهندسين والعلماء يصعّب تحقيق ذلك.

حلول ورؤى لمواجهة الأزمة

طوكيو تواجه تحديات جمة لإيجاد حلول فعّالة لمعضلتها السكانية. تشمل المقترحات تشجيع المزيد من الشباب على الزواج وتكوين عائلات من خلال توسيع الدعم الحكومي للأطفال وتعزيز التوازن بين العمل والحياة الأسرية. كما يتم طرح الهجرة كحل محتمل لجعل المجتمع أكثر ديناميكية، لكن القيود القانونية والثقافية المتعلقة بالمواطنة والخدمة العسكرية تجعل هذا الخيار محدودًا. وفي الوقت ذاته، طرحت وزارة الدفاع اليابانية استراتيجيات تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة لتقليل الاعتماد على البشر، لكن هذه الحلول تبدو محدودة الفعالية؛ إذ يبقى العنصر البشري أساسيًا في تشغيل وتطوير المعدات العسكرية.

في النهاية، إن اليابان بحاجة إلى استراتيجيات أكثر طموحًا وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، لكنها تحتاج في الوقت ذاته إلى تحسين الأوضاع السكانية والاقتصادية المحلية. وإذا لم تتمكن من كبح التدهور السكاني، فقد تجد نفسها مضطرة إلى تعديل تطلعاتها الاستراتيجية بما يتناسب مع واقعها المتغير، خاصة مع تعاظم المخاطر والضغوط الأمنية في منطقتها الحيوية.