«تراجع ملحوظ».. الذهب يواصل الابتعاد عن عتبة 3300 دولار للأونصة

يعد الذهب من أهم السلع التي تحظى باهتمام عالمي، حيث يرتبط أداؤه ارتباطًا وثيقًا بالعديد من العوامل الاقتصادية والسياسية المؤثرة. شهدت أسعار الذهب مؤخراً استقراراً مع تسجيل سعر الأونصة على موقع كيتكو عند 3239 دولاراً، حيث تظهر التغييرات في الأسواق حالياً تأثراً بالتوجهات الاقتصادية والسياسات النقدية للبنوك المركزية.

حركة أسعار الذهب اليوم وتأثير السوق الأمريكي

تشهد حركة أسعار الذهب عالمياً ركوداً نتيجة لجني الأرباح من قِبل تجار العقود الآجلة، إلى جانب إغلاق الأسواق خلال عطلة عيد العمال. وفقاً لتقرير وزارة التجارة الأمريكية، شهد الناتج المحلي الإجمالي في الفترة بين يناير ومارس 2025 انكماشاً بنسبة 0.3% للمرة الأولى منذ عام 2022، مما دفع الأسواق لتعديل توقعاتها بشأن السياسات النقدية. ورغم الرياح الاقتصادية المعاكسة، إلا أن سوق العمل يظل قوياً مع نمو فرص التوظيف أكثر من التوقعات، ما يؤثر بدوره على الطلب على الذهب كملاذ آمن.

أما محلياً، فتم إدراج أسعار سبائك الذهب في شركات مثل Doji وSJC عند 119.3 – 121.3 مليون دونغ فيتنامي للشراء والبيع على التوالي، فيما بلغ سعر الخواتم الذهبية حوالي 114 – 116.5 مليون دونغ. هذه الأرقام تعكس تراجعات طفيفة مقارنة بالجولات السابقة، ما يشير إلى استقرار جزئي في اتجاه الأسعار.

توقعات أسعار الذهب العالمية في الفترة المقبلة

وفق توقعات المحللين الاقتصاديين، يُتوقع أن يتجاوز متوسط أسعار الذهب 3000 دولار أمريكي للأونصة خلال العام الحالي، مع ارتفاع التقديرات المستقبلية للعام 2026 إلى حوالى 3065 دولاراً للأونصة. تعود هذه التوقعات إلى الأزمات الاقتصادية المتزايدة عالمياً، وعامل التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، واستمرار سياسات نزع الدولار في عدد من الدول، والتي تزيد من تفضيل الذهب كاستثمار آمن.

وقد ارتفع الذهب الفوري بنسبة تتجاوز 25% مقارنة ببداية العام، وهي وتيرة قريبة من مكاسب العام الماضي التي بلغت 27%. مع ذلك، تبقى السوق عرضة للتقلبات بسبب التغيرات في تدفقات البنوك المركزية والركود في الأسواق الرئيسية، مما قد يؤثر على جاذبيته كمخزن للقيمة.

العوامل الرئيسية المؤثرة على أسعار الذهب عالمياً

تتأثر أسعار الذهب العالمية بعدة عوامل، أبرزها الأوضاع الاقتصادية العالمية والسياسة النقدية التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي التوترات التجارية المستمرة والارتفاع التدريجي في الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية إلى تعزيز أسعار المعدن الثمين. من ناحية أخرى، يحد تراجع التوترات التجارية وتباطؤ تدفقات الأموال من ارتفاعات إضافية في الأسعار، مما يجعل الأسواق متقلبة وغير مستقرة تماماً.

ومن المهم متابعة التقارير الاقتصادية المستقبلية التي قد تسهم في تكوين صورة أوضح لمسار الذهب العالمي، خاصة مع زيادة الاعتماد على الذهب كوسيلة تحوط ضد المخاطر التضخمية والسياسية. وسط هذه التطورات، يبقى الذهب الاستثمار الأكثر أماناً للكثير من المستثمرين.