«التكنولوجيا الرقمية» تقود تحول الاقتصاد.. خبير يكشف دورها في تعزيز النمو

تشهد البيئة الاقتصادية اليوم تحولًا جذريًا مع تبني الثورة الصناعية الرابعة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية، وتحليل البيانات الضخمة. لم يعد هذا التحول مقصورًا على التقنيات فقط، بل بات يُعيد تشكيل الاقتصاد العالمي، أسواق العمل، ويدفع المؤسسات نحو الابتكار والاستفادة من الفرص الاقتصادية الجديدة؛ مما يساهم في تحقيق نمو اقتصادي غير مسبوق وتحقيق استدامة طويلة الأجل في كافة القطاعات.

أثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل الاقتصاد العالمي

يُعتبر الذكاء الاصطناعي محركًا أساسيًا للتغير في مختلف الصناعات، حيث تسهم تقنياته في تحسين الكفاءة الإنتاجية وخفض التكاليف. وفقًا لتقديرات McKinsey Global Institute، يمكن للتسارع في التحول الرقمي أن يزيد الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحوالي 13 تريليون دولار بحلول عام 2030؛ وذلك بفضل تعزيز فرص الإبداع المؤسسي والابتكار. من جانب آخر، فإن اعتماد الذكاء الاصطناعي على البنية التحتية الموجهة للطاقة قد يطرح تحديات تتعلق بزيادة استهلاك الكهرباء على مستوى العالم.

دور التقنيات النظيفة في مواجهة تغير المناخ

مع تصاعد المخاطر المرتبطة بالتغير المناخي وزيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري، تبرز أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية لتعزيز التحول نحو مصادر طاقة جديدة ومستدامة. تسهم هذه الحلول الذكية في تحسين استخدام الموارد الطبيعية وتقليل الانبعاثات الكربونية، مثلما حدث في ألمانيا؛ حيث ساهمت التحليلات التنبؤية في تقليل فاقد الطاقة وزيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية بشكل كبير. كذلك تستخدم الصين الذكاء الاصطناعي لإدارة شبكة الكهرباء في إقليم شاندونغ، ما ساهم في خفض الانبعاثات الكربونية بملايين الأطنان سنويًا.

التحول الرقمي ودوره في تعزيز الابتكار

تشير التطورات الحديثة إلى أن الشركات الكبرى تعتمد بشكل متصاعد على الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهدافها البيئية والاقتصادية. على سبيل المثال، تعمل Google حاليًا بنجاح على تشغيل عملياتها باستخدام مصادر طاقة خالية من الكربون بنسبة تفوق 90%، بينما اعتمدت Microsoft تقنيات ذكية مثل أنظمة التبريد السائل لتقليل استهلاك المياه. هذه الإجراءات تسلط الضوء على الدور المهم للتحول الرقمي في تعزيز الابتكار وخفض التكلفة؛ مما يدفع المؤسسات إلى دمج التكنولوجيا الحديثة بطرق تزيد من مرونتها الاقتصادية.

العنوان القيمة
رفع الناتج العالمي المحتمل 13 تريليون دولار بحلول 2030
نسبة الانبعاثات المخفضة بالصين 3 ملايين طن سنويًا
تقليل استهلاك الطاقة بمركز بيانات حتى 4% عالميًا بحلول 2030

تتضح من ذلك أهمية تبني التقنيات الحديثة في معالجة التحديات العالمية وبناء مستقبل اقتصادي مستدام قائم على التكنولوجيا والابتكار.