«غارات أمريكية».. الحوثي والبخيتي يكشفان تفاصيل جديدة تثير الجدل في اليمن

في ظل تصاعد التوترات في اليمن، أظهرت صورة تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي القيادي علي حسين بدر الدين الحوْثي برفقة محافظ ذمار محمد البخيتي وعدد من الشخصيات القيادية في جماعة الحوثي، أثناء تواجدهم في ميدان السبعين بصنعاء، هذا الظهور اللافت يحمل دلالات رمزية وسياسية عميقة، خاصة مع الأنباء المتداولة عن تصعيد الغارات الأمريكية واستهدافها مواقع الجماعة في الأسابيع الأخيرة.

الظهور العلني للحوثي والبخيتي يعكس قوة الحضور السياسي

يمثل الظهور العلني للقيادي علي حسين بدر الدين الحوْثي ومحمد البخيتي في ميدان السبعين بصنعاء خطوة استراتيجية تكتيكية تهدف إلى توجيه رسالة سياسية للداخل والخارج، خاصة مع انتشار الشائعات حول مغادرة عدد من قيادات الجماعة للأراضي اليمنية، هذا الحضور العلني في العاصمة يعزز من موقف القيادة الحوثية ويؤكد تمسكها بالحضور السياسي والعسكري، مما يبعث برسائل إلى مؤيديهم ومناوئيهم على حد سواء.

يعتقد مراقبون أن هذا الظهور يعبر عن رغبة الجماعة في الرد على التقارير التي تحدثت عن تصاعد الضغوط الدولية والضربات الجوية التي تستهدف معاقلها في مختلف المحافظات اليمنية، حيث يشير هذا التحرك إلى أن الجماعة لا تخشى التحديات وتسعى لطمأنة أنصارها أنها لا تزال تملك زمام الأمور، وأن قيادتها موجودة رغم كافة الظروف الحالية.

هل تحمل الصورة رسالة سياسية أم محاولة لرفع الروح المعنوية؟

انتشرت التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الصورة تهدف فقط إلى رفع الروح المعنوية لأنصار الجماعة أم تحمل رسائل سياسية موجهة، إذ يرى البعض أن توقيت الظهور العلني ليس بمحض الصدفة، بل يأتي في سياق تصاعد تكهنات بضربات أمريكية تستهدف شخصيات بارزة، مع ارتباط الأمر بتصعيد التحركات العسكرية للتحالف الدولي، أظهرت الصورة القيادات في وضع يظهر الثبات والحضور الواضح داخل العاصمة، مما يعكس عدم تأثرهم بالضغوط الخارجية أو الشائعات المنتشرة.

تصعيد الغارات الأمريكية وتأثيره على معادلة الصراع

من جهة أخرى، أثارت الضربات الأمريكية المكثفة في الآونة الأخيرة استياء واسعاً داخل أوساط جماعة الحوثي، حيث استهدفت مواقع استراتيجية وأخرى تُستخدم كمخازن للأسلحة والعتاد، يرى المراقبون أن هذا التصعيد يأتي ضمن مساعي التحالف الدولي للضغط على الجماعة وإضعاف قدراتها العسكرية، لكن في الوقت ذاته يثير السؤال حول مدى تأثير هذا الضغط العسكري على القيادات، خاصة إذا استمرت هذه القيادات في الظهور العلني وتكرار استعراض وجودها عبر وسائل الإعلام.

في النهاية، يعكس ظهور علي الحوثي والبخيتي مدى التحديات التي تواجه قيادات الجماعة حالياً، حيث تعمل على إرسال رسائل ثبات وتحفيز الدعم الشعبي، ولكن التكتيكات السياسية قد تكون سلاحاً ذو حدين إذا ما استمر التصعيد الدولي تجاهها، مما يدفع التساؤل حول المرحلة القادمة وتأثيرها على موازين الصراع في اليمن.