«إغلاق نهائي».. أبناء يافع يعلنون وقف استخدام طريق يافع بشكل كامل

في ظل التصعيد الأخير بين أبناء يافع وجماعة الحوثي، أعلن أبناء يافع عن خطوة جريئة بإغلاق طريق “يافع – صنعاء” بشكل نهائي، وذلك للتعبير عن رفضهم لما أسموه بـ”الاعتداءات المستمرة على جبهة الحد والصمت الغامض الذي يحيط بمثل هذه الممارسات”. هذا القرار يأتي انطلاقًا من شعورهم بالمسؤولية تجاه حماية أراضيهم وأبنائهم من المخاطر الأمنية والمحاولات التي تستهدف استقرارهم المحلي.

أسباب إغلاق طريق يافع – صنعاء

قرار أبناء يافع بإغلاق طريق “يافع – صنعاء” استند إلى عوامل عديدة ترتبط بالوضع الأمني والضغوط المتزايدة التي تواجهها مناطقهم، أبرز هذه الأسباب هو استمرار مرور الشاحنات التجارية من مناطق سيطرة الحوثيين باتجاه الجنوب مرورًا بالأراضي اليافعية، حيث يرون أن ذلك يُعد تناقضًا واضحًا مع واقع التوتر والمعارك الجارية على جبهة الحد. كما عبّرت قبائل يافع عن استيائها مما وصفته بالتخاذل من بعض الجهات التي توفر الحماية لهذه القوافل على حساب أمن واستقرار أبناء المنطقة.

يذكر أن هذا القرار يأتي عقب تصعيدات في المناطق الحدودية، بالإضافة إلى استمرار استهداف جماعة الحوثي للمناطق الحدودية في يافع، حيث أسفر القصف المستمر عن وقوع ضحايا وتدمير منشآت تنموية حيوية؛ مما دفع السكان المحليين لاتخاذ خطوات حاسمة للحفاظ على أرواحهم وكرامتهم.

أهمية القرار ودوره في تعزيز أمن يافع

بالإضافة إلى كونه وسيلة للاحتجاج، ينظر أبناء يافع إلى الإغلاق كخطوة استراتيجية لتعزيز أمنهم ومواقفهم القبلية الموحدة، فقد أوضح البيان اليافعي أن هذا التحرك يحمل رسالة واضحة لكل الأطراف بأن أبناء يافع على استعداد للإقدام على خطوات أكثر تصعيدًا في حال استمرت الجماعة المعتدية بتجاوزاتها. وأكدوا أنهم لن يتهاونوا مع كل من يخالف هذا القرار أو يتجاهل تحذيرات المكونات القبلية.

اللجوء إلى إغلاق الطرق وإرسال التحذيرات للتجار ليس جديدًا على ساحة النزاعات القبلية في اليمن، لكنه يجدد التساؤلات عن دور الأطراف الرسمية في التدخل لاحتواء الأزمات وتخفيف حدتها. كما أن التحرك الرسمي بات مطلبًا شعبيًا وملحًا لأبناء يافع الذين يطالبون قياداتهم العسكرية والقبلية بوضع حد للتخاذل الناتج عن الثغرات الأمنية والسياسات الغامضة.

تداعيات إغلاق طريق يافع – صنعاء

من المتوقع أن يترك هذا القرار آثارًا حيوية على النشاط التجاري بين الشمال والجنوب، لا سيما أنه طريق رئيسي لنقل البضائع التي تمر عبر مناطق يافع، وتشير التقديرات إلى أن الإغلاق سيزيد التوترات ويرفع المستوى السياسي والميداني من النزاعات، حيث يُتوقع أن تتدخل أطراف سياسية وقبلية لإيجاد حلول للمأزق. من جانب آخر، قد تضغط الجهات التجارية لتجنّب خسائر كبيرة تؤثر على التعاملات بين الشمال والجنوب، وفي الوقت ذاته سيظل أبناء يافع متمسكين بقرارهم كرسالة رمزية للحفاظ على حقوقهم وأمنهم المحلي.

يذكر أن طريق “يافع – صنعاء” يُعد واحدًا من أهم المحاور الاستراتيجية التي تربط بين الشمال والجنوب، وعلى الرغم من صلابته التاريخية، أصبح مؤخرًا محورًا للنزاعات نتيجة تضارب المصالح الاقتصادية والأمنية، مما يجعل الوضع الراهن يتطلب تدخلًا سريعًا ومجديًا من الجهات المختصة لإعادة الأمور إلى نصابها.