«صدمة الذهب».. المعدن النفيس يسجل خسارة أسبوعية مع تراجع التوترات التجارية

شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا طفيفًا في ختام تداولات الجمعة بعد تراجعات كبيرة خلال الأسبوع، وهو ما جاء مدعومًا بتصريحات اقتصادية وتقارير أصلحت بعض الهواجس تجاه النمو والأسواق المالية، حيث عادت حالة من الاستقرار المؤقت للأسواق، مسجلة تحركات طفيفة لكافة المعادن النفيسة التي أثرت على أداء السوق بوجه عام.

أسعار الذهب اليوم وتأثير البيانات الاقتصادية

ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى مستوى 3.255.01 دولار للأونصة بعد أن شهد أدنى مستوى له خلال الأسبوعين الماضيين، ومع ذلك كانت الأسعار تتجه نحو تسجيل خسارة أسبوعية بنسبة 2.1% نتيجة العوامل المحيطة بالسوق، مثل الضغوط الاقتصادية وتصريحات وزارة التجارة الصينية التي أشارت إلى احتمالية إعادة التفاوض بشأن الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة، مما أدى إلى بعض التهدئة في الأسواق المالية وأثر بشكل كبير على حركة المعدن الأصفر.

وفي سياق آخر، أعلنت وزارة العمل الأميركية ارتفاع الوظائف في القطاعات غير الزراعية بـ177 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، متجاوزة توقعات المحللين، حيث كان المتوقع إضافة 130 ألف وظيفة فقط، وعلى الرغم من هذه الزيادة، لم تعكس الأرقام الآثار المحتملة للتغيرات التجارية والإجراءات الاقتصادية دونالد ترامب، ما يثير بعض الحذر تجاه استمرار تلك التحسينات.

تأثير العائدات والسندات على أسعار الذهب

التحركات الأخيرة في أسواق السندات كان لها وقع كبير على أسعار الذهب، حيث ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية القياسية لمدة عشر سنوات، مما جعل المعدن الأصفر، الذي يعتمد بالأساس على سعر الفائدة ويُصنف كملاذ آمن، أقل جاذبية لدى المستثمرين، ومع ذلك، حذر خبراء منهجيون مثل فؤاد رزاق زادة من إمكانية هبوط الأسعار أكثر في حال استمر تجاهل العوامل الداعمة للارتفاع.

وفي مقابل ذلك، أكدت تقارير السوق الدولية أن مسار الذهب الحالي مرتبط بكيفية التعامل مع الأزمات المستقبلية، وخصوصًا إذا ما بدأ مجلس الفدرالي الأمريكي في اتخاذ إجراءات إضافية بما يؤثر على ربحية السندات والعملات وأسواق المال.

أداء المعادن النفيسة الأخرى في الأسواق

لم تكن تحركات الذهب الوحيدة التي أثرت على المشهد الاقتصادي، فقد شهدت أسعار الفضة انخفاضًا بنسبة 1.2% لتستقر عند 32.01 دولار للأونصة، في حين خسر البلاتين 0.2% ليصل إلى 958.70 دولار، على النقيض، ارتفع البلاديوم بنسبة 0.5% محققًا 945.25 دولار، ومع ذلك تُظهر البيانات استمرار المعادن النفيسة الثلاثة في تسجيل خسائر أسبوعية بالتزامن مع تراجع الإقبال عليها.

على جانب آخر، أثّر إغلاق الأسواق المالية الصينية بمناسبة “عيد العمال” على حجم التداولات اليومية لهذه المعادن، مما زاد من توقعات تفاقم التذبذب في الأسواق عند عودة التداول في السادس من مايو.

في المجمل، تتجه تحركات الأسواق المالية والمعادن النفيسة للتأثر بالعوامل الاقتصادية والجيوسياسية العالمية التي تُعيد تشكيل المشهد المالي بشكل دائم، بالإضافة إلى تأثير تصريحات الدول الكبرى المتعلقة برسوم التجارة والسياسات المالية، مما يجعل الترقب سيد الموقف في السوق خلال الأيام المقبلة.