«انخفاض حاد» يضرب أسعار المانجو في الأسواق اليمنية ويثير اهتمام المشترين

شهدت الأسواق اليمنية مؤخرًا انخفاضًا كبيرًا في أسعار المانجو، وهو ما تسبب في حالة من القلق بين المزارعين، إذ يُعتبر المانجو واحدًا من المحاصيل الزراعية الهامة في البلاد والتي يعتمد عليها الآلاف لتأمين مصدر دخلهم، يأتي هذا الانخفاض نتيجة تزايد الكميات المعروضة بشكل كبير خلال موسم الذروة، ما أدى إلى تشبع السوق المحلي وعدم القدرة على استيعاب الإنتاج الكبير.

انخفاض أسعار المانجو وتأثيراتها على المزارعين

تشير التقارير إلى أن أسعار المانجو في بعض المحافظات اليمنية تراجعت بشكل ملحوظ، حيث بلغ سعر الكيلو أقل من 20 ريالًا يمنيًا، مقارنًة بأسعار تجاوزت 60 ريالًا في السنوات السابقة، ما يعكس تراجعًا كبيرًا بنحو 60% خلال فترة زمنية قصيرة، هذا الانخفاض المتسارع يمثل صدمة قوية للمزارعين الذين يعانون بالفعل من ارتفاع تكاليف الإنتاج مثل العمالة والنقل والأسمدة، كما أشار العديد منهم إلى بيع المحاصيل بأقل من تكلفة إنتاجها، ما يؤدي لخسائر كبيرة.

معوقات تسويق المانجو في اليمن

على الرغم من أهمية زراعة المانجو في توفير فرص عمل ومصدر دخل لآلاف العائلات، إلا أن القطاع الزراعي في اليمن يعاني من عدة مشكلات، أهمها غياب الاستراتيجيات التسويقية الفعالة وضعف البنية التحتية اللازمة لحفظ المحاصيل ونقلها، هذا الأمر أدى إلى الاعتماد الكلي على السوق المحلي، الذي لا يمتلك القدرة على استيعاب الإنتاج، إضافة إلى مشاكل أخرى مثل انعدام قنوات التصدير الخارجية التي يمكنها ضمان مداخيل إضافية للمزارعين وتطوير القطاع الزراعي، ومع استمرار هذه الظروف، تزداد التحديات أمام المزارعين بشكل متصاعد.

الحلول المقترحة لإنقاذ زراعة المانجو

يرى الخبراء الزراعيون أن معالجة أزمة انخفاض أسعار المانجو تتطلب تدخلات سريعة وشاملة من الجهات المعنية، يمكن تلخيص أهم الحلول في فتح أسواق تصديرية جديدة تسهم في تصريف الفائض من الإنتاج وتعزيز العائد للمزارعين، إلى جانب تحسين البنية التحتية من خلال بناء مراكز حديثة للتخزين والتعبئة والتغليف، كما يعد تنظيم السوق المحلي خطوة ضرورية لضمان استقرار الأسعار وجعلها تعكس تكلفة الإنتاج الحقيقية، وتقديم تسهيلات مالية للمزارعين تعد أيضًا من الحلول المقترحة لدعم الزراعة وزيادة الإنتاج.

إن مستقبل زراعة المانجو في اليمن بات يتطلب إجراءات حكومية عاجلة لدعم المزارعين وضمان استدامة القطاع الزراعي، في حال تم التغاضي عن حلول الأزمة الحالية، فإن القطاع الزراعي قد يواجه تحديات مستقبلية صعبة تؤثر سلبًا على الأمن الغذائي والاقتصاد المحلي.