«أول ظهور» للرئيس السوري أحمد الشرع بعد «الغارة المثيرة» يثير الجدل

شهدت العاصمة السورية دمشق حدثًا سياسيًا هامًا مع أول ظهور للرئيس السوري أحمد الشرع عقب الغارة الإسرائيلية بالقرب من القصر الرئاسي، تمثل هذا الحدث في استقبال الرئيس الشرع لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط في قصر الشعب، وهو لقاء أثار اهتمام الأوساط السياسية والإعلامية، وجاءت الزيارة في وقت حساس يعج بالاضطرابات الإقليمية والتحديات الداخلية، مما يجعلها تحمل أبعادًا استراتيجية.

أول ظهور للرئيس السوري أحمد الشرع بعد الغارة الإسرائيلية

في أعقاب الهجوم الجوي الإسرائيلي الذي استهدف محيط القصر الرئاسي بدمشق، جاء الظهور العلني الأول للرئيس السوري أحمد الشرع ليجسد تحديًا سياسيًا ورسالة للأطراف الإقليمية والدولية، حيث استقبل جنبلاط بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني، ما يفتح باب التساؤلات حول أهمية التوقيت وتأثيرات الغارة على المشهد الداخلي والإقليمي، وبحسب وكالة “سانا”، لم تُفصح الجلسة عن معلومات دقيقة، مما زاد الغموض بشأن فحوى الحوار.

دور وليد جنبلاط في تهدئة التوترات السورية

زيارة وليد جنبلاط إلى دمشق تكتسب أهمية بالغة، خاصة وسط الاحتقان المتصاعد في ريف دمشق إثر الأحداث الطائفية المرتبطة بتسجيلات صوتية مسيئة، انعكاسات الأزمة قد تهدد التماسك الشعبي في المناطق التنوع الديني، وهو ما دفع جنبلاط لتحذير من “مشروع فتنة” تسعى أطراف مجهولة إلى تأجيجها، ويرى أن هذه الزيارات قد تسهم في تعزيز الحوار الوطني واحتواء أي تصعيد داخلي محتمل، لا سيما بالنسبة للطائفة الدرزية التي تواجه تحديات كبيرة.

مخططات إسرائيلية تستهدف الاستقرار في سوريا

رغم أن اللقاء بين الشرع وجنبلاط لم يحمل تصريحات علنية، فإن التقارير تدفع إلى التنبؤ بتناوله مخططات إسرائيلية تسعى لاستغلال الدرزية في مناطق مثل الجولان وجبل العرب، إذ تشير تحركات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والتوسع الاستيطاني، إلى أن إسرائيل تعمد إلى النفوذ داخل سوريا عبر أدوات اجتماعية وسياسية، وعلى هذا الأساس دعا جنبلاط إلى التصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار ورفض أي تدخل خارجي؛ كما أكد على ضرورة تحرير القرار الوطني السوري من أي تأثيرات خارجية.

تجسد هذه الزيارة منعطفًا هامًا في مسار الأحداث بدمشق وتجديدًا للخطاب السياسي نحو تعزيز السيادة الوطنية، حيث أكد جنبلاط أن النجاة الوحيدة تكمن في الوحدة الوطنية ودعم مسار إصلاح حقيقي، فالرسائل الضمنية للقاء قد تكون موجهة إلى الداخل لتخفيف الاحتقان، وإلى الخارج لرفض التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، مستبقا أية أزمات قد تطال استقرار المنطقة بأكملها.