قانون جديد يلزم أبل وجوجل بتعزيز إجراءات التحقق من هوية المستخدمين

أثارت خطوة تشريعية أمريكية جديدة جدلاً واسعًا بشأن التحقق من أعمار مستخدمي متاجر التطبيقات مثل App Store وGoogle Play Store قبل تحميل التطبيقات، حيث ينص مشروع القانون المعروف باسم “قانون مساءلة متاجر التطبيقات” على إلزام المستخدمين بإثبات أعمارهم باستخدام بطاقة هوية حكومية. يهدف هذا القانون إلى تطبيق حماية أكبر للأطفال والمراهقين أثناء استخدام الإنترنت ومعالجة القضايا المتعلقة بالمحتوى غير المناسب على التطبيقات.

القانون الجديد وتأثيره على مستخدمي متاجر التطبيقات

مشروع القانون الجديد، الذي اقترحه السيناتور مايك لي ومعه النائب جون جيمس، يفرض على متاجر التطبيقات الكبرى التي تضم أكثر من 5 ملايين مستخدم، التحقق من عمر أي شخص يقوم بتحميل التطبيقات أو بإنشاء حساب جديد. وهذا يشمل متاجر مثل Google Play Store وApple App Store. ويتطلب من هذه المتاجر تصنيف المستخدمين بناءً على أعمارهم ضمن أربع فئات: الأطفال دون سن 13 عامًا، المراهقين بين 13 إلى 15 عامًا، والبالغين فوق سن 18 عامًا، مع إرسال البيانات التصنيفية فقط إلى مطوري التطبيقات، دون الكشف عن معلومات شخصية. بالإضافة لذلك، سيتحتم على الآباء تقديم موافقة قبل تحميل أبنائهم القُصّر أي تطبيقات أو إجراء عمليات شراء داخلها.

أهداف مشروع قانون “مساءلة متاجر التطبيقات”

يهدف مشروع القانون إلى تعزيز الحماية للأطفال والمراهقين كما أشار السيناتور لي، إذ يسعى لضمان عدم تعرضهم لمحتوى عنيف أو غير أخلاقي، أو الوقوع ضحية لجرائم مثل الابتزاز أو التحرُّش الإلكتروني. يركز القانون الجديد على إيجاد نظام فعال يزيد من أمان الإنترنت دون أن يعرِّض خصوصية الأطفال للخطر. كما يدعو إلى محاسبة تلك المتاجر التي تُعتبر المصدر الأساسي للمحتوى الرقمي، عبر تطبيق معايير صارمة.

ردود فعل الشركات التقنية على مشروع القانون

انقسمت آراء الشركات التقنية حول هذا القانون؛ فقد أكدت شركات مثل Meta وSnap دعمها الكامل مؤكدة أن ضمان سلامة الأطفال هو مسؤولية أساسية. ورأت هذه الشركات أن هذا القانون سيساعد في إيجاد حل مركزي لعمليات التحقق عبر متاجر التطبيقات، مع تقليل الأعباء عليها. في المقابل، أبدت شركات مثل آبل وجوجل اعتراضها على فكرة تحميلها المسؤولية وحدها، حيث أكدت أن حماية الخصوصية تتطلب جهودًا مشتركة بين المطوّرين وأطراف عدة.

إذا تم إقرار القانون، فقد تشهد الأسواق الرقمية تغييرات كبيرة في سياسات الدخول واستخدام التطبيقات، إذ يمكن أن تطبق تقنيات مثل بصمة الوجه أو تحميل نسخ من بطاقات الهوية. ورغم الجهود الحالية التي تبذلها آبل وجوجل لضمان سلامة المحتوى، لا تزال الحاجة ماسة إلى قوانين تواكب التحديات المتغيرة في عالم التكنولوجيا، بينما يبرز التساؤل حول التوازن بين حماية الخصوصية وتطبيق الحماية. هذه التغيرات قد تعيد تحديد دور الآباء، وتجعلهم يتمتعون بسيطرة أكبر على أنشطة أبنائهم الرقمية.