«زيادة قياسية».. أسعار الذهب في مصر ترتفع 310 جنيهات خلال أبريل

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال شهر أبريل الماضي، حيث زادت قيمته بنسبة 7.3% في السوق المحلية، فيما سجلت الأوقية عالميًا ارتفاعًا بنسبة 5.6%، مما يُظهر إقبالًا كبيرًا على المعدن الأصفر كملاذ آمن وسط حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي. وفقًا لتقارير منصة “آي صاغة”، يعكس هذا الارتفاع اتجاه الطلب العالمي والمحلي نحو الذهب كمخزن للقيمة في ظل التوترات الراهنة.

أداء أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية

شهدت الأسواق المحلية ارتفاعًا في أسعار الذهب بقيمة 310 جنيهات خلال تعاملات شهر أبريل، حيث بدأ سعر جرام الذهب عيار 21 التداول عند 4420 جنيهًا ولامس حاجز 5000 جنيه، قبل أن يغلق الشهر عند 4730 جنيهًا، وفقًا لما صرح به سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”. أما على مستوى البورصة العالمية، فقد ارتفعت أوقية الذهب بقيمة 174 دولارًا، من 3126 دولارًا إلى 3300 دولار، مع تسجيل أعلى مستوى عند 3500 دولار.

الطلب القوي على الذهب كان السبب الأساسي وراء هذا الارتفاع الكبير في الأسعار، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة، حيث يخشى المستثمرون من تأثيرات التضخم والركود، مما يدفعهم إلى الاستثمار في الذهب كخيار آمن للحفاظ على القيمة.

تأثير التوترات الاقتصادية والسياسية على الذهب

أشار إمبابي إلى أن ارتفاع أسعار الذهب محليًا، بالإضافة إلى التقلبات في الأسواق العالمية، مرتبط بمزيج من العوامل الاقتصادية والسياسية، بما في ذلك الانكماش الاقتصادي الأمريكي الأول منذ عام 2022. من جهة أخرى، تؤثر محاولات الولايات المتحدة والصين لتخفيف النزاعات التجارية بشكل مباشر على السوق. أيضًا، تصريحات وزارة التجارة الصينية بشأن استئناف المحادثات الجمركية أثرت على الدولار الأمريكي الذي وصل إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع.

ورغم ذلك، وجود توقعات بتخفيف السياسة النقدية من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يمكن أن يضعف الدولار، مما يمنح الذهب فرصة للحفاظ على مستوياته المرتفعة أو حتى زيادتها. وتشير توقعات المحللين إلى أن تخفيف الفيدرالي أربع مرات لأسعار الفائدة سيُشكل دفعة إضافية لصالح المعدن النفيس.

توقعات أسعار الذهب خلال الفترة القادمة

مع استمرار التقلبات في الأسواق العالمية وانتظار صدور تقارير الوظائف الأمريكية وغيرها من المؤشرات الاقتصادية، تتوقع الأسواق استمرار تحركات أسعار الذهب بين الطلب القوي والضغوط الناتجة عن تحسن الدولار. بيانات مثل انخفاض مؤشر أسعار الاستهلاك الشخصي إلى 2.3% يظهر تراجعًا في معدلات التضخم، وهو مؤشر إيجابي للاقتصاد الأمريكي ولكنه قد يشكل تحديًا بالنسبة للذهب.

في الوقت الحالي، يتوقع المتداولون استمرار ارتفاع الذهب على المدى المتوسط، خاصة مع زيادة المخاوف من وقوع ركود اقتصادي عالمي محتمل، مما يعزز من جاذبية الذهب كأداة تحوط قوية في مثل هذه الظروف. تُظهر البيانات أن عدم اليقين العالمي سيظل دافعًا أساسيًا لارتفاع قيمة الذهب في المستقبل.