«عاجل» الحوثيون يشنون ثاني هجوم صاروخي في تطور جديد للصراع اليمني

جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، أعلنت مؤخرًا عن استهدافها لأهداف عسكرية وحيوية داخل “إسرائيل” باستخدام صواريخ باليستية فائقة الصوت، حيث صرح الناطق العسكري يحيى سريع عن تنفيذ هجومين متتاليين استهدف أحدهما قاعدة “رامات ديفيد” الجوية قرب حيفا، فيما أصاب الآخر منشأة مهمة في ذات المنطقة، وهو ما أثار ردود فعل وتحركات أمنية كبيرة داخل الأراضي المحتلة.

تصعيد عسكري: ضربات حوثية تستهدف حيفا

أكد المتحدث العسكري لجماعة الحوثي أن الضربات الأخيرة شملت إطلاق صواريخ من طراز “فلسطين 2″، وهي صواريخ باليستية فائقة الصوت، وقال إن إحدى الضربات أصابت هدفًا حيويًا بدقة عالية، مما أجبر مئات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين على الاحتماء داخل الملاجئ، وأكدت الإذاعة الإسرائيلية أن صاروخًا أُطلق من اليمن وتم اعتراضه بواسطة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مع سماع دوي انفجارات في عدة مناطق مثل القدس وشمال البلاد.

يبدو أن التصعيد العسكري يأتي ردًا على استمرار الهجمات الإسرائيلية ضد قطاع غزة المحاصر بحسب تصريحات الحوثيين، حيث أكدوا أنهم سيواصلون إطلاق الصواريخ حتى يتم وقف العدوان ورفع الحصار عن القطاع المحاصر بشكل كامل، ويأتي هذا في ظل توترات متزايدة بين الأطراف الإقليمية وتصاعد القتال في المنطقة.

تحليل ردود الفعل الإسرائيلية حول الهجوم الحوثي

من جانبها، أصدر الجيش الإسرائيلي تصريحات مقتضبة عن الهجوم، مشيرًا إلى نجاح نظام القبة الحديدية في اعتراض أحد الصواريخ القادمة من اليمن، كما أفادت القنوات الإسرائيلية الإخبارية بتفعيل استراتيجيات الطوارئ بما في ذلك تشغيل صفارات الإنذار في مواقع متعددة مثل الجولان وحيفا وخليجها، وتواصل القوات الإسرائيلية تعقب باقي الإطلاقات لتقييم تأثير الضربات ومدى نجاحها، حيث أظهرت التقارير بعض القلق من تطور قدرات الحوثيين العسكرية.

وفي الوقت ذاته، تم التشديد على ضرورة تعزيز التنسيق العسكري الخاص بنظم الدفاع الصاروخي لمواجهة مثل هذه التهديدات المستقبلية، حيث أفادت المصادر بأن الحرب في غزة قد فتحت جبهات جديدة ووضعت إسرائيل تحت ضغط لوجستي وعسكري غير مسبوق.

أبعاد الهجمات الحوثية ومدى تأثيرها على الصراع الإقليمي

تُظهر الهجمات الأخيرة مدى تورط أطراف إقليمية جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي، حيث يتم تصعيد التوترات في إطار دعم القضية الفلسطينية كما يدعي الحوثيون في بياناتهم، ويعتبر استهداف حيفا، بما تحتويه من منشآت استراتيجية، بمثابة تصعيد واضح لرسائل الردع الموجهة إلى “إسرائيل”، ومن المتوقع أن يؤثر هذا التصعيد على شكل التحركات السياسية والعسكرية في المنطقة بشكل أوسع.

على الرغم من نجاح بعض الصواريخ في الوصول إلى أهدافها، حسبما تزعم المصادر الحوثية، فإن الجانب الإسرائيلي ينظر لهذه التطورات كتحذير من قدرات تتنامى في اليمن، الأمر الذي يزيد من التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل على عدة جبهات. كما أن هذه التطورات تعكس تزايد النفوذ الإيراني غير المباشر من خلال حلفائها في المنطقة، مما يجعل أفق الحلول الدبلوماسية أكثر تعقيدًا مستقبلًا.

التوتر المتصاعد بين الأطراف ينذر بتغييرات واسعة داخل موازين الصراع في المنطقة، ويؤكد أهمية دراسة أبعاده وتأثيراته الإقليمية بدقة.