«قفزة جديدة» في أسعار الذهب مع ارتفاع بنسبة 1.5% قبل بيانات الوظائف الأمريكية

شهدت أسعار الذهب اليوم الجمعة ارتفاعًا ملحوظًا بفعل عمليات الشراء عند التراجع، وذلك قبل الإعلان المرتقب لتقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة. كذلك، ظلت معنويات الأسواق متباينة نتيجة تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أبقى الذهب على مسار تسجيل ثاني خسارة أسبوعية له، إلا أن الطلب على المعدن الثمين لم ينقطع بسبب مكانته كملاذ آمن في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي.

أسعار الذهب وأداؤه في الأسواق العالمية

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا في التعاملات الفورية بنسبة 1.46% لتصل إلى 3,264.36 دولاراً للأونصة، بعد أن فقدت 1.8% منذ بداية الأسبوع. أما العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة، فقد ارتفعت بنسبة 1.4% لتصل إلى 3,266.90 دولاراً. ورغم التحسن الطفيف، تأثرت الأسواق إيجابيًا بالتقارير الداعمة لتحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما حفز المستثمرين على إعادة شراء الذهب عند المستويات الأقل مما أعطاها دفعة تصاعدية.

في هذا الصدد، قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو، إن تحسن شهية المخاطر مدعوم بآمال تعزيز العلاقات بين العملاقين الاقتصاديين، مشيرًا إلى أن الأسعار لا تزال قريبة من أعلى مستوياتها التاريخية. وأضاف أن المستثمرين بدأوا في استغلال انخفاض الأسعار لزيادة الحيازات، مما يعكس استمرار الثقة في قوة الذهب كأصل دفاعي.

التوترات التجارية ودورها في تحفيز الطلب على الذهب

وأشار بيان لوزارة التجارة الصينية إلى أن الولايات المتحدة أبدت استعدادها للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية، مؤكدة أن باب المحادثات لا يزال مفتوحًا. هذه الرسائل ساعدت تدريجيًا في تهدئة المخاوف العالمية، مما أثر على جاذبية الذهب كملاذ آمن. ومع ذلك، يرى محللو بنك UBS أن الذهب يظل خيارًا جذابًا للتحوط ضد المخاطر السياسية. وأشاروا إلى أن موجة الطلب المستمرة، بدعم من مشتريات البنوك المركزية، والاتجاه نحو الابتعاد عن الدولار، تجعل الذهب أداة قوية للحفاظ على الثروات.

وفي ظل التحولات الحالية، يعتبر خبراء الاقتصاد أن المستثمرين الذين لم يخصصوا نسبة كافية من استثماراتهم للذهب لديهم الآن فرصة جيدة لتعزيز محافظهم. كما أن التقلبات المستقبلية والضبابية السياسية قد تجعل الذهب جزءًا أساسيًا من استراتيجيات التحوط طويلة الأجل.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

إلى جانب الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متفاوتة. ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 0.1% لتصل إلى 32.42 دولارًا للأونصة، وصعد البلاتين بنسبة 0.8% ليصل إلى 966.40 دولارًا. في المقابل، تراجع البلاديوم بنسبة 0.2% ليُسجل 939 دولارًا. يظل أداء هذه المعادن مرتبطًا بالطلب الصناعي عليها، وكذلك تقلبات السياسة النقدية العالمية، التي تضفي تذبذبًا على قيمتها السوقية.

وينتظر السوق تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكية في وقت لاحق من اليوم لتحديد توجهات الأسواق بشكل أدق، وما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بإجراء تغييرات إضافية على أسعار الفائدة، مما سيؤثر بدوره على التوجهات الاستثمارية في المعادن الثمينة.