«رفاهية الإنسان» أولويتنا.. العوضي يؤكد على تحقيق التوازن العقلي والروحي

يشكل الاستثمار في مجال الصحة النفسية خطوة حيوية نحو بناء مجتمعات متماسكة وواعية، حيث يعكس هذا التوجه الاهتمام بتعزيز رفاهية الإنسان عقليًا وروحيًا وسلوكيًا، كما يساهم في معالجة التحديات المرتبطة بالصحة النفسية بما يلبي احتياجات العصر، وقد سلط المؤتمر السنوي لجمعية علم النفس في الشرق الأوسط الضوء على أهمية علم النفس في دعم التنمية المستدامة وتحقيق التوازن الاجتماعي.

أهمية الصحة النفسية في بناء المجتمعات المستدامة

تعد الصحة النفسية أحد الأسس الرئيسية لبناء مجتمع متكامل وفعال، فكما أكد وزير الصحة د. أحمد العوضي، فإن الاهتمام بالجانب النفسي للفرد لا يقل أهمية عن الرعاية الجسدية، ولذلك تعمل الوزارة على دمج الاختصاصي النفسي ضمن فرق الرعاية الصحية الشاملة، حيث يأتي هذا النهج ضمن إطار تكاملي يهدف إلى تلبية الاحتياجات الصحية بجميع أوجهها، كما أن هذه الخطوات يتم تعزيزها من خلال القوانين المنظمة مثل القرار الوزاري رقم (79) لسنة 2025، الذي يسهم في تحسين جودة الخدمات النفسية وتوفير بيئة مهنية متكاملة تساعد على تحقيق التميز والجودة في الممارسة.

دور المؤتمرات الدولية في تعزيز الوعي بالصحة النفسية

دور المؤتمرات الدولية في توسيع المدارك وتعزيز التبادل العلمي بات لا يخفى على أحد، ويعد انعقاد المؤتمر السنوي لجمعية علم النفس في الشرق الأوسط “ميبا” بمشاركة خبراء عالميين مؤشراً لارتفاع مستوى الوعي بأهمية الصحة النفسية، كما ألقى المؤتمر الضوء على مكانة الكويت كنقطة محورية لعلوم النفس في المنطقة، وهذا بدعم متكامل من الأطراف المحلية والعالمية، مثل جمعية “ميبا” والجمعية الأميركية لعلم النفس، وهو ما يرسخ أهمية تعزيز التعاون الأكاديمي والميداني لتنمية مجال العلاج النفسي، حيث أثنت د. ديبرا كاواهارا رئيسة الجمعية الأميركية على جهود الكويت الحثيثة في هذا المجال والعمل المستمر لتحسين حياة الأفراد.

تهيئة بيئة داعمة للصحة النفسية في المجتمع

إيماناً بأهمية التوسع في الصحة النفسية، تسعى العديد من المبادرات المحلية مثل منصة “هنا” التي أسستها الشيخة ماجدة الصباح إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالصحة النفسية، حيث أوضحت الصباح أن المنصة قد أحدثت نقلة نوعية في زيادة التوعية بأهمية العلاج النفسي داخل الكويت، كما يواصل المعالجون والأطباء النفسيون جهودهم لنشر الوعي وتصحيح الصورة النمطية عن الصحة النفسية، ويدعم هذا التحرك توافر موارد متخصصة وفعاليات علمية مستمرة تمكن المجتمع من تبني نظرة أكثر شمولية تجاه العامل النفسي كعنصر أساسي من عناصر جودة الحياة ودعائم التنمية المستدامة.