«أزمة خانقة».. الحوثيون يجبرون محطات الوقود على تخزين شحنات جديدة سرًا

أزمة الوقود أصبحت شبحًا يطارد سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، حيث أجبرت ميليشيا الحوثي محطات الوقود على تخزين نصف الكميات المتاحة من المشتقات النفطية لصالحها، ما يهدد بتفاقم الأوضاع المعيشية للسكان وإشعال أزمة غير مسبوقة خلال الأيام القادمة، وتأتي هذه الخطوة في ظل وضع اقتصادي وإنساني غاية في التردي نتيجة السياسات العشوائية والممارسات الاحتكارية.

خطورة احتكار المشتقات النفطية من قبل الحوثيين

أكدت مصادر محلية أن الحوثيين أصدروا توجيهات صارمة لأصحاب محطات الوقود بتخزين 50% من إجمالي كميات البنزين، والديزل، والكيروسين كاحتياطي استراتيجي تحت سيطرة الميليشيا، ويرى الخبراء أن هذا الاحتكار سيفتح الباب أمام أزمة وقود خانقة قد تلقي بظلال كارثية على حياة المواطنين الذين يعانون بالفعل من فقر مدقع وغياب كامل للخدمات الأساسية. هذا التصرف يضعف فرص الإمداد المستقر ويستهدف توظيف الموارد للتحركات العسكرية للحوثيين بدلًا من توفيرها للسكان الذين يحتاجون الطاقة لإدارة حياتهم اليومية.

الأثر الاقتصادي والإنساني لأزمة الوقود

كما أشار عدد من الخبراء الاقتصاديين إلى أن القرارات الحوثية يجب أن تُقرأ في سياق تهديد الأسواق المحلية بارتفاع جنوني لأسعار الوقود وزيادة نشاط السوق السوداء، إلى جانب تأثر حركة النقل والتجارة بشكل مباشر، مما يقود نحو مزيد من الفقر والمعاناة، علاوة على ذلك، فإن الاعتماد على الوقود المغشوش سيقلل من جودة الخدمات ويرفع تكاليف صيانة معدات النقل والمصانع بشكل كبير، ومن المتوقع أن تؤدي هذه الأزمات المتراكمة إلى تخفيض إضافي في القدرة الشرائية للسكان، ما يجعل الأوضاع غير قابلة للاستدامة.

الحلول الممكنة لتجنب كارثة الوقود

للحد من تداعيات هذه القرارات الضررية، يقترح المراقبون عدة حلول قد تسهم في تقليل الأعباء على المواطنين، من بينها تكثيف الضغوط الدولية على الحوثيين لضمان وصول المساعدات الإنسانية وإمدادات الوقود بانتظام إلى المناطق المتضررة، وضرورة تقوية الرقابة الإقليمية على التجارة النفطية داخل اليمن للحد من استغلال الميليشيا للمخزونات النفطية والسوق السوداء، بالإضافة إلى الحاجة لتكاتف الجهود الإنسانية لتقديم حلول بديلة للطاقة مثل الطاقة الشمسية، مما يخفف من الاعتماد على المشتقات النفطية الخاضعة للتحكم الحوثي.

العوامل التأثيرات
احتكار الوقود رفع الأسعار وشلل النقل
التوترات الإقليمية انخفاض الإمدادات الخارجية
غياب الرقابة الدولية تفشي السوق السوداء

الخلاصة أن أزمة الوقود في مناطق الحوثيين تمثل تهديدًا من نوع جديد يعمق الجراح الإنسانية بالعزف على وتر الجوع والاحتياجات اليومية، ويستوجب على المجتمع الدولي التدخل بحزم لضمان استقرار الإمدادات وتخفيف معاناة الشعب اليمني الذي أصبح عالقًا بين فكي الأزمة والحرب.