زوكربيرج: ميتا تعيد تعريف دور المبرمجين التقليديين قريبًا

يشهد مجال البرمجة والتطوير التكنولوجي تغيرات جوهرية بفضل التقنيات المتقدمة للذكاء الاصطناعي، فقد أصبحت هذه التقنيات قادرة على أداء دور كبير في كتابة الشيفرات البرمجية بمستوى يفوق المبرمجين التقليديين في بعض الحالات، مما يمهد الطريق لتحولات كبرى في صناعة البرمجيات وطرق إدارتها. إحدى تلك الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بفاعلية هي “ميتا” بقيادة مارك زوكربيرج.

مارك زوكربيرج يؤكد ريادة الذكاء الاصطناعي في البرمجة

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، مارك زوكربيرج، أن الذكاء الاصطناعي سيقوم بكتابة أغلب الشيفرات البرمجية الخاصة بمشروع Llama خلال العام ونصف القادمين، مشيرًا إلى أن أداء الذكاء الاصطناعي يعادل أداء مطور برمجيات جيد جدًا بل وقد يتفوق قريبًا على أمهر المبرمجين، وأوضح أن الذكاء الاصطناعي بمقدوره إكمال المهام اليومية التي تتطلب تحليل البيانات، تشغيل الاختبارات، واكتشاف الأخطاء، ما يتيح لتقنيات الذكاء الاصطناعي التطور بشكل مستقل دون تدخل بشري كبير.

أشار زوكربيرج إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من أدوات التطوير في “ميتا”، وتعمل الشركة حاليًا على إنشاء وكلاء متخصصين لدعم البرمجة وتحسين دقة الأبحاث المرتبطة بمشروع Llama، مؤكدًا أن هذا النهج يهدف إلى تعزيز جودة الشيفرة البرمجية بطريقة تتفوق على الأداء البشري.

توجه شركات التكنولوجيا نحو البرمجيات المولدة بالذكاء الاصطناعي

لا تقتصر جهود استخدام الذكاء الاصطناعي في البرمجة على شركة “ميتا” فحسب، بل نشهد رؤية مشابهة في شركات كبرى أخرى مثل “جوجل”، “أنثروبيك”، و”OpenAI”، فقد صرّح سوندار بيتشاي، المدير التنفيذي الجديد لشركة جوجل، بأن حوالي ربع الشيفرات الحالية يتم إنتاجها بواسطة الذكاء الاصطناعي، بينما أعلن داريو أمودي من شركة “أنثروبيك” أن هذه التقنيات ستسيطر على 90% من كتابة الشيفرات خلال بضعة أشهر فقط، مما يمهد الطريق لاستخدام هذه الآليات بشكل أكبر في المستقبل.

كما صرح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “OpenAI”، بأن هناك شركات تعتمد بالفعل على الذكاء الاصطناعي في إنتاج نصف إنتاجيتها البرمجية الحالية، ويبدو أن التقدم في مجالات مثل تعلّم الآلة والتعلم العميق يعززان من قدرة هذه النماذج على كتابة الأكواد بكفاءة عالية.

هل الذكاء الاصطناعي نهاية عصر المبرمجين التقليديين؟

مع التطور السريع في هذا المجال، يتساءل الكثيرون عن مستقبل المبرمجين التقليديين ودورهم في ظل هذا التغيير، وفقًا لمارك زوكربيرج، فإن وظائف المبرمجين التقليديين ستشهد تحولًا كبيرًا لتتركز أكثر على تطوير استراتيجيات الذكاء الاصطناعي وتحليل نتائجه بدلًا من كتابة الأكواد يدويًا، ويشير إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي ستسهم في توفير الوقت والجهد، ما يجعل المبرمجين أكثر تركيزًا على أداء المهام الاستراتيجية الكبرى.

من الجدير بالذكر أن هذه التقنيات ليست بديلاً نهائيًا للمبرمجين، بل هي وسيلة لزيادة الإنتاجية وتسريع الابتكار في قطاع البرمجيات، مما يجعل التعاون بين الإنسان والآلة هو التوجه المستقبلي.